د. ايوب عبد الحميد
28 اذار 2024
يفتقد العقل الجمعي العربي الى
القدرة على الجمع بين المتناقضات لحل اشكاليات التناقض الموجودة في واقعه وفي نفسه جدليا ..فهو عقل احادي الاتجاه معرفيا لايعترف بالتدرج في الالوان فاكثر الامور لديه اما (سوداء او بيضاء) او يقبلها كلها او يرفضها جميعا . على الرغم من ان ممارساته الفعلية تخالف توجهاته العقلية بشكل لالبس فيه . كما ان مايدعو اليه في اغلب الاحيان يتعارض مع المدى والحدود لامكانيات بنيانه المعرفي .
يعمل العقل العربي على ايجاد التصورات و المبررات والذرائع لكي يستوعب المتغيرات الحاصلة في واقعه في الوقت الذي يسعى ليحافظ فيه على مكونات بنيانه المعرفي الموروث وبرمجته الذهنية المشكلة من خلال التربية في فترات الطفولة والتلقين الممنهج في المدرسة والعادات والتقاليد التي او جدت له مساحة الامان الدائرية التي لايفكر في تجاوزها .. رغم الصدمات الثقافية والفكرية والحضارية التي هزت مقومات قناعاته بالخيرية والافضلية على شعوب العالم.
وبافتقاده القدرة على اعادة النظر في قناعاته ومسلماته الفكرية التي تشكل أسس بنيانه المعرفي تتحدد لدية امكانية تحقيق التكيف مع المتغيرات التي تحيط به بسبب عجزه عن تحقيق (المواءمة ) المطلوبة بين متطلبات المثيرات الخارجية وبنائه المعرفي.
نحن بحاجة الى توسع مجال الادراك لفهم البيئة التي تحيط بنا وقوانينها من خلال ( عمليات المواءمة) وعدم الاكتفاء بجانب (التمثل- الاستيعاب ) الذي نبرع فيه .. وصولا لتحقيق( التكيف) الذي لايكتمل الا بايجاد( التنظيم العقلي) لتحقيق (الاتزان ).
--------------