عراق

متلازمة الحب الشرقي بقلم رهف ايهاب العسود


رهف ايهاب العسود






أحببته أكثر مما يجب ' لم استطع ان أتمالك مشاعري كلما مر امامي ' كلما سمعت صوته الرجولي الذي يزداد عدد نبضات قلبي مع كل حرف ينطق به .

كنت ارتجف حينما يتجه بالقرب مني وكم كنت احب جامعتي التي جمعتني به ' كنت اغتلس النظر إليه دون أن يشعر ' كم احببت رائحة عطره التي كانت تملئ المكان ولطالما عشقت احترامه للأشخاص وأسلوب تعامله الراقي .

كنت انتظر ان تجمعني به محاضرة وكنت أرجو من الله ' حتى اتت وكان هذا عيدي ' كان حماسي لهذه المحاضرة رهيب جدا ' اشعر وكأن دمي ونبضي يتجددان بوجوده .

وفي ذات يوم عند انتهاء المحاضرة جلست لارتب كتبي واستعد للخروج 'كنت اسرق بعض النظرات خفية حتى جاءت عيناه علي وبدأ الجميع بالخروج حتى بقيت انا وهو وكنت أظهر عدم الاكتراث والانشغال في دفتري حتى بدأ بالاقتراب الي ' اخذت لابتلع ريقي ويداي يرتجفان والعرق يتصبب مني أثر التوتر ' ثم ألقى التحية علي ورددت عليه بصوت خافت وبعدها طلب مني دفتري وقال انه سيعيده غدا في نفس الموعد ثم شكرني وذهب ' لكن عندما خرج لم تجمدت في مكاني وجلست أتفكر قليلا 'وفي اليوم التالي ذهبت إلى الجامعة وكأني عارضة أزياء من شدة اناقتي ثم أتى وأعاد لي الدفتر ومن رقته كان قد زين دفتري بشريط احمر وشوكولاته فاخرة وذهب بأستعجال ' أصبحت اشعر بحب أكبر اتجاهه لم أعد اسيطر على نفسي من الداخل وكنت اجتهد بهذه المحاضرة لأجله وليعود ويطلب مني ذلك الدفتر .

أصبحت الايام تمضي سريعا ومع هذه الأيام كان يمر رجلي الاحب من امامي وكأنه امير يمضي ' وعندما اكون لوحدي اصبح يلقي التحية وقلبي يرقص فرحا عندها ' لكن عندما يكون برفقة أصدقائه أو اكون برفقة صديقاتي كان يمضي وكأنه لا يعرفني ويتظاهر بعدم رؤيتي ' ولم أكن أجد تفسيرا لتصرفاته. 

كم كنت اذكر اليوم الذي ذهبت فيه إلى الجامعة مبكرا وكان اجمل ايام حياتي 

كنت اجلس واحتسي القهوة مع الهواء النقي البارد مع الهدوء التام وأصوات العصافير ' ومع كل هذا الهدوء اشتعل بداخلي بركان من الفوضى حين وجدت حبي الاول يقف مع فتاة جميلة وكانت قريبة منه جدا 'وهنا لم أستطع أن ابعد عيناي عنه ولم أشعر بنفسي حتى أصبحت دموعي على وجهي ' وهنا لفت نظره دموعي ووجودي فنهضت وتركت المكان ' حتى جاء موعد محاضرتي الاجمل فذهبت إليها وانا متعبة وهممت بالجلوس وما ان وجدت بالون وباقة ورد تحمل رسالة على ذلك الكرسي الذي اعتدت الجلوس عليه ' تعجلت في فتح تلك الورقة لاعرف هي لمن ؟؟؟ ومن أتى بها إلى مقعدي ' وعندما قرأتها ...

إلى تلك الفتاة التي احب عيناها إلى جميلة قلبي التي تحرمني نومي والى دعوتي الدائمة وحلمي المنتظر ثم وجدت اسمي فجلست لأكمل لقد احببت جدا احببت خجلك ورقتك احببت نظراتك التي تحرسني دائما ' وكم احترم مبادئك واسلوبك وردائك ' حتى اني عشقت رائحتك وكم احتضنت دفترك الذي كان يشبه رائحتك ' اليوم فقط عندما ذرفتي دموع الغيرة تأكدت من حبك الكبير لي وهذا كل ما اطلبه من شريكتي...عزيزتي يوجد ورقة داخل البالون اخرجيها 

فهممت بكل لهفة لان افقع البالون وان أخرجها وفعلت فأخذت الورقة وقرأت احبك ''' وسأنتظرك بمكانك الصباحي بالجامعة لا تتأخري....

عقلي يكاد لا يصدق ما قرأت عيناي وقلبي يرقص فرحا ' وبدون تردد ذهبت وكان ينتظرني وهنا بدأ الحب الأعمق والاصدق. 

واستمر حبنا لثلاث سنوات وهنا تخرج هو وانا كمان يتبقى لي القليل وكان الاتفاق بيننا بأن يأتي منزلي ويتقدم لخطبتي بعد تخرجه .

ليأتي لي اتصال مفاجئ من جهة إتصال مجهولة فأجبت من الفضول وما هو إلا صوت امرأة تقول : انا ام ذلك الرجل الذي تنتظريه ' ابتلعت ريقي لالقي التحية وكنت احمل فرح لا يوصف ' ثم قالت انه يحبك جدا ومتعلق بك لأبعد الحدود ' لكن لا يستطيع أن يرتبط بك فالعادات والتقاليد لا تسمح لابني ان يتقدم لخطبة فتاة غريبة وسيكون عما قريب زوجا لابنت عمه وقد اتصلت لاطلب منك الابتعاد عنه لان والده لن يسمح له أن تكوني زوجة ثانية حتى بسبب الفروق الاجتماعية ...

رغم كل حبي له لم يحارب لاجلي 

ورغم كل الحقائق والواقع فضلت خيالي ورغم كل مستحيل تمسكت  

فمات حبي 

متلازمة الحب الشرقي 



إرسال تعليق

0 تعليقات