كيف أحببته؟
!!،
بالتأكيد تمزحين!!،أحببت لصاً؟!!،كيف هذا يا صديقتي؟!مستحيل!..
-رغم أن الروح يسكنها الأسى،أحببته..
رغم أن الفؤاد كان بأغلبه عبارة عن آلام و جروح،أحببته..
يا صديقي إن ما جرى غريب جداً،فرغم أنني كنت قد أغلقت باب الحب في وجه كل طارق،و رغم صد كل لص سارق،و أوصدت بابي بقفل صعب الكسر حد المستحيل تقريباً،كما أوصدت كل شباك يجاور هذا الباب،لكن و لأن الاعتراف بالحق فضيلة..فأعترف خير الاعتراف أنه لص محترف يا صديقي،تمكن من سرقته دون حاجته إلى باب يدخله،أو مفتاح يساعده،أو حتى شباك يتسلل منه أيضاً..
سلام عليه ما أروعه!!!..
-رفقاً بنفسك يا صديقتي،رحماكي بقلبك،أتسمعين ما تنطقين؟!،أتعقلين معنى كلامك؟!.. بعد كل ما أمضيت من سنوات ألم و شقاء تهوين في النهاية لصاً؟!،بدلاً من أن تفكري كيف ستعيدين قلبك المسروق؟!،و تأخذين بثأرك؟!..
والله ما عدت تفكرين..مالك هل سرق دماغك أيضاً؟!..
-دعني أكمل يا صديقي فلم تنتهي حكايتي،قد هويت لصاً محترفاً لكن صدقني:((للهوى أحكام))..
-و ما حكم حبك للص سارق؟!أي مبرر مشرف سيبرر هذا؟!
-آه يا صديقي،ليتك تصدق كم أنه لص لطيف،ليتك تدري كم اتضح لي أنه إنسان رائع..
-لص سارق!!،و إنسان رائع!!..لقد فقدت صوابك حتماً..
-اسمع ما جرى..بعد جريمته الكبرى بسرقة قلبي دون استئذان مسبق،أعفى نغسه بنفسه بعد قيامه بفعل رجولي جميل،يستحيل أن يفعله لص آخر في هذا العالم..
-كما أخبرتك بداية إن كنت قد نسيت أن هذا اللص سرق قلبي الذي هو قلب بات بأغلبه عبارة عن آلام و جروح،فلا فائدة منه قطعاً،لذا فقد أعاده إلي..
-و هل أنت سيدتي سعيدة بأنه رمى قلبك أيضاً؟!،هل جننت؟!،أنت بنفسك تقولين أن قلبك بات بأغلبه عبارة عن آلام و جروح،لذا عند اكتشافه هذا أعاده،لو أن قلبك قلب سليم لما رأيته يوماً،فأين الخير في معشوقك هذا؟!..
-إن خيره يا صديقي في سر مهنته و احترافها ..هو لص محترف يسرق القلوب بسهولة بالغة مهما بلغت صعوبة سرقتها،يفحص القلب ما إن كان سليماً أم لا،فإن كان سليماً معافى لا يعجبه،إن عشقه القلوب المتعبة المريضة،و هنا يكمن سر مهنته،هنا يبدأ بتنفيذ فعله مستفيداً من مقولة:(مصائب قوم عند قوم فوائده)..
إن لديه دواء خاصاً مفعوله يكاد لا يصدق،يخبئه في عيناه،و في قلبه بحنية بالغة،و تحت لسانه بكلمات أخاذة،دواء اسمه:(الجاذبية)،مهما وصفت لك مفعوله فلن أبلغ حقيقة وصفه الساحر..
كم هو شاف،حيث تضعه فوق آلامك و جروحك يبدأ تدريجياً بامتصاصها و مداواتها إلى أن تختفي،ألقى بمرهم حبه فوق آلام و جروح فؤادي،فبدأت الأورام تنكمش و تتقلص حتى اختفت،و الجروح تترمم إلى أن شفيت،و أعاد لي قلبي معافى سالماً غانماً،فكيف لا أحبه؟!..
-إنه لص غريب حقاً،أنت محقة،لكن هل أفهم منك أنك كافئته بحبك له؟..
-لا،إن حبي له كان شيئاً عفوياً خارجاً عن إطار إرادتي يا صديقي لم يكن في يدي أو حسباني..
-و كيف كافئته إذاً؟!..
-بعد فعله هذا..و بعد إعادته إياه إلي،أهديته له بنفسي،و برفقته أفكاري كلها و دماغي كما قلت،و روحي و كياني أيضاً،عساها تكفيه فقد شعرت أن قلبي وحده غير كاف..
-لكنه يا صديقتي يبقى لصاً سارق قلوب،لا بد أن يغريه قلب آخر،فلست بمستفيدة..
-ألم تسمع بأن الحب يصنع المعجزات؟!..
-بلى سمعت،لكن ما علاقة ذلك به؟!..
-إن مقصدي أنني بعد هديتي هذه،أصبحت الآن بانتظار أحد تلك المعجزات،ربما معجزة أن يتوب لصي الغالي عن سرقة قلوب البشر،مكتفياً بقلبي و ما أهديته إياه،فقد أهديته أعز ما أملك،عساه يقدر..
مبارك له قلبي،عساه يكتفي به و لا يكتفي منه حتى الممات ♡... .
#رغد فادي سقير/سوريا/ .
0 تعليقات