عراق

أسباب التفرقة بين الأبناء وآثارها عليهم


 قال تعالى: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ} [الشورى: ٤٩].

فهذه الهبة ينبغي شُكر الله عليها وتنشِئَتُها على مرضاته، ؤانا اؤكد أنه في معظم الأحيان والحالات يكون من الصعب تحقيق توازن عاطفي بين كافة الأبناء، 

فالتمييز وعدمُ المساواة بين الأبناء مشكلة يقع فيها بعض الآباء والأمهات والمُربِّين، سواء بشكل مقصودٍ أو بشكل عفويٍّ، لذلك علينا أن نتذكّر أن لكل طفل شخصيته وفرادته ومميّزاته وعيوبه ومواهبه وحساسيته في التعامل ولغته الخاصة في المحبة. وأن الله يحبّ التنوّع، وكما أنه خلق لكلّ منّا بصمة أصابع خاصة كذلك أعطى كل شخص مواهبه ووزناته الخاصّة، فبدل التمييز بين أبنائنا علينا اكتشاف ميّزاتهم ومواهبهم وإبرازها، ويترتب على هذه التفرقة او التمييز الكثير من النتائج الوخيمة والتي تدوم حتى الكِبر. 



أسباب التفرقة بين الأبناء :

١.أن يكون الطفل من الجنس غير المرغوب فيه جهلاً، ففي بعض المجتمعات يميل الناس لفئة الإناث من منطلق ضعفهنّ، وفي مجتمعات أخرى ترجَح الكفة للذكور كونهم الأقوى. أن يكون الطفل قليل الحظ من الجمال، أو الذكاء، فما ذنب هذا الطفل؛ حيث إن هذه الأمور ليست بيد أحد من الخلق، بل بيد الله سبحانه وتعالى


٢.أن يكون احد الأطفال محبوباً عند الوالدين لكثرة حركته، أو قلّتها.


٣. التفضيل للطفل الأكثر براً لوالديه، حيث إنّ الطفل قد يستأثر بمحبة والديه من خلال طاعتهما، وأسلوبه الجميل معهما، واعتمادهما عليه في كثير من الأمور التي لا تُسند إلا إليه من بين إخوته.


نتائج التمييز بين الأبناء:

١.تولّد لدى الطفل إحساسًا بالقهر والظلم وعدم المساواة.

٢.الإحساس بعدم الثقة بالنفس لدى الطفل معتقداً أنه بسبب قلّة إمكاناته ومميزاته فهو لم يستطع كسب انتباه وثقة أهله.

٣.قد تظهر عليه ملامح العدوانية اتجاه اخوته.

٤.الإحساس بالعزلة والوحدة وعدم الثقة بالمجتمع.

٥.الإصابة بالحزن والاكتئاب لمروره بتجارب تفرقة في المعاملة وهو غير قادر على الإفصاح عنها.

٦.سرعة إحساسه بالفشل، فهو لم يعتد على التشجيع والدعم من أهله.

٧.الشعور بالغيرة والحقد والكره لإخوته.


في الحديث عن حكم التمييز بين الأبناء لا شك في أنّ الإسلام يحثّ على العدل بين الأبناء ولا يقبل التمييز بينهم، فقد وصف الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- التمييز بين الأبناء في الهبات بالجور، فعن النعمان بن البشير رضي الله عنهما، حيث قال: "سَأَلَتْ أُمِّي أبِي بَعْضَ المَوْهِبَةِ لي مِن مَالِهِ، ثُمَّ بَدَا له فَوَهَبَهَا لِي، فَقالَتْ: لا أرْضَى حتَّى تُشْهِدَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخَذَ بيَدِي وأَنَا غُلَامٌ، فأتَى بيَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: إنَّ أُمَّهُ بنْتَ رَوَاحَةَ سَأَلَتْنِي بَعْضَ المَوْهِبَةِ لِهذا، قالَ: ألَكَ ولَدٌ سِوَاهُ؟، قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَأُرَاهُ، قالَ: لا تُشْهِدْنِي علَى جَوْرٍ"،[٦] فالتمييز بين الأبناء نوع من أنواع الظلم، والله -تعالى- قد أمر بالعدل،

إعدل بين أطفالك فلن يكن هناك خاسر سواك


هبة أبو صافية

إرسال تعليق

0 تعليقات