عراق

حكاية الأيام الحلقة العاشرة



   بقلم :_ وجدي نيازالدين أكبر    
مما لاشك فيه ان أي عمل انساني منجز لوجه الله سيتبعه عمل انساني من المقابل وبالتالي تزداد المحبة بين الناس ويزول الحقد والكراهية من القلوب ، وان من يزرع الخير لايحصد الا الخير والأحسان ، من خلال الحكاية أود أن أبين لكم كيف أن عطاء أهل مدينتنا الحبيبة طوز في سالف الأيام أنقذهم من الموت لاحقا والحدث  سمعته من ألأديب علي معروف أوغلو رحمه الله أنه قال:_حصل قبل قرن من الزمن وتحديدا في عام (1910م) ، ثمة عناصر معروفة بتمردها على الحكم العثماني تسمى ب(هماوند) ، في احدى الليالي أغارت تلك العناصر على الربايا العائدة للجيش العثماني المنتشرة على جبال مدينة (بازيان) في طريق السليمانية ، كل ربية كانت تتكون من أربعة جنود حينئذ سقطت كل الربايا بأيدي تلك العناصر الا ربية واحدة ظلت تصمد وتقاوم وأبت أن تسلم نفسها فدام القتال عدة ساعات وكان شديد وطاحن ولم يصمد أحد الأربعة في الربية المقاتلة فسلم نفسه ولكن الثلاثة الآخرين استمروا في القتال وهم من أبناء طوز خورماتو كل من:_(قنبر نعمان_كمرك شكور_قره خورشيد) حتى نفدت أعتدتهم فأرغموا على الأستسلام ولما أقبل جماعة (هماوند) ليأسرهم سأل قائدهم : من أين أنتم؟ قالوا من مدينة طوز فاندهش وزاد سرورا وقال لجنوده : هؤلاء اخوتنا فاخلوا سبيلهم انهم أحرار ولما سألوا عن سر تعاطف القائد معهم فأجابهم القائد : في أحد الأيام دارت معركة عنيفة بيننا وبين الجيش العثماني فهزمنا وأسر الكثير منا حتى عوائلنا(نساءاً وأطفالاً)  والأسرى يتنقلون من سجن الى آخر وهم في طريقهم الى بغداد ولم نتلق أية عناية في سجن كركوك وداقوق ولكن حين وصولنا الى طوز فان أهاليه رحبوا بعوائلنا وقدموا لهم ماشاؤا من طعام وألبسة وأفرشة ومنذ ذالك اليوم أعتبر أهالي طوز اخوتنا وأنا أخلي سبيلهم جزاءا لما قدموه لنا من خدمة جليلة في ذلك اليوم ، أخي القاريء :_ أود أعرفكم على النشامى الثلاث باسهاب أولهم (قره خورشيد) الذي لم يخلف لأنه كان عقيما وهو من أقارب الحاج نوري شهباز ، الثاني : (كمرك شكور) من أهالي ينكجة وهو والد(خليل شكور كمرك) ، أما الثالث : هو(قنبر نعمان) والد كل من(الملا أحمد قنبر نعمان_الملا عبد الرحمن_الملا محمد) هذا ولكم مني أطيب التحيات .

إرسال تعليق

0 تعليقات