عراق

(الهيت-فون ) الصديق السوء للشباب

(الهيت-فون ) الصديق السوء للشباب
بقلم /المشرف التربوي
 احمد سليمان الخطاط
ليس بالزمن البعيد و يتذكره اغلبنا  حيث كانت الناس وماتزال في معظم عوائلنا ولله الحمد تعيش حالة الجدية والصدق والحياء ، لم تكن اية حالات تخالف عقائدنا وتقاليدنا (البريئة ) الطيبة ، ولعل سببه كان يرجع الى الايمان الراسخ في قلوب ابائنا وتربيتهم الصالحة لنا ، فكان المخالف لتلك العقائد والتقاليد شاذاً يؤشر اليه بالبنان ، وربما كان يقاطعه الاغلب منا حتى يرجع الى رشده ...
والحديث عن الحالات الشاذة والمخالفة بالعرف الاجتماعي والدين الحنيف ليست بالشيء الصعب بقدر تشخيصها ومعالجتها ودراسة مخلفاتها ..ارى بأنه من الواجب الالتفات الى بعض هذه الحالات الى بعض هذه الحالات التي سيطرت على عقول شبابنا ، الاوهي ظاهرة ( الهيت _فون ) التي يستعملها معظم الشباب للتخلص من نقد ابائهم ومجتمعهم بغض النظر عما يسمعونه ويمكن ان يراها البعض ( حجما َ ) ولكن يجهلها (قوة ً) وقوتها تكمن في صوتها الرنان الذي يصل (كطلقة مميته ) الى ابعد خلية من الدماغ ، لقد اصبحت ( الهيت – فون ) في نظر بعض الشباب ظاهرة حضارية مكملة لشخصيتهم  كي تظهرهم (الابهى ، والاجمل ، والانيق ) ولاننكر دورها لو استعملت في مورد ومقام لا تتعارضواحكام الشرع الاسلامي ..
وربما ترجع اسباب تعلق الشباب بمثل هذه الاجهرة الى تلكؤ دور الاباء والمؤسسات التربوية  وجهل القائمين عليها بأدوارهم التوجيهية ومراعاتهم لمراحل نموهم .وتكمن مضار (الهيت – فون )في ما تحملها من رسالة شيطانية مسموعة وملحّنه بموسيقى وترجيع وفساد يستخدمها الشباب للتخلص من نقد الاخرين لتكون رسالة انذار وبداية هاوية , رسالة انتماء الى الفسقة وترويج اعمالهم بغطاء حضاري  (عمل فني )
فشبابنا  اذا كانوا يرفضون الاستماع الى الآيات القرآنية والاحاديث الشريفة التي تنهاهم  على ارتكاب المعصية ويصرون على اعمالهم فأنهم سائرون في طريق الشيطان الذي يزين لهم سوء اعمالهم ، الا يكفي حديث المصطفى (صلى الله عليه واله ) (كان ابليس اول من تغنى )  ايرضون ان يكونوا منتسبون الى اول ( مطرب ) وهو الشيطان ؟؟وكما يقول (صلى الله عليه وآله وسلم ) (الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل ) فالغناء شجر النفاق في قلوبنا ((ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار )) 
ايها الشباب ...الغناء سعادة زائفة ،وشهوة تتبعها ندامة (وطوبى لمن ترك شهوة  حاضرة لموعد لم يره كما يقول امير المؤمنين (عليه السلام ) .. فالغناء دعم للمشروع العالمي الغربي التي اعدتها جهات مغرضة هدفها ضرب الشباب المسلم المؤمن لتفريغهم من افكارهم وطاقاتهم وجعلهم الة رخيصة  سهلة الاستخدام  لانهم يخافون دائما من وعي الشعوب و خصوصا ً (الشباب ) ولذلك ترى بأن جانبا من برامجهم الواسعة لاستمرار وادامة دولهم هو انحراف المجتمعات بالغفلة والجهل والضلال وتوسعة وسائل اللهو المفسدة .. ولاشك بأن (الهيت – فون ) هي من افضل واسهل وارخص تلك الوسائل ..
ف(الهيت – فون ) سلاح فتاك صغير لا تشبه الاسلحة شكلا ، فهي تتركب بالأذنين (كما يركّب المخزن في البندقية او المسدس ) مجرد من الاطلاقات النارية بل مزودة بإطلاقات اقوى وهي (الموسيقى ) اما نتائجها فهي لا تقتل الانسان مادياً كما الاسلحة (بل تقتل الاخلاق وتفسده تهدمه  )..
ايها الاباء ....ايها المربّون الكرام . اليس كل هذا يحتاج الى وقفه تأمل وتدبر .؟؟؟ شبابنا مع (الهيت – فون ) الى اين سيصلون ؟؟؟ ومع سماع الاغاني كيف يعبدون الله ؟؟؟ هلمّوا نتقرب منهم لنبعدهم عن هذه الظاهرة ونجنبهم غضب الله وسخطه عليهم ولنمدّ يد العون اليهم ( فالبعض من هؤلاء يجهلون بحرمة عملهم ) لنكن اصدقاء معهم ولنسمعهم التوجيهات القيمة والنصائح الفيدة , ولتكن كلامنا ملحنة بآيات الرحمن ونجعل الآية الكريمة في نصب اعينهم دائما
 (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ))
 ففي عملهم ضلال ,,وابتعاد عن رحمة الله تعالى ..
                                اللهم اصلح شبابنا واهدهم الى صراطك المستقيم بحق محمد واله الطاهرين وأصحابه الأخيار

إرسال تعليق

0 تعليقات