عقولٌ مؤجَّرَة
الشاعر حماد خلف الشايع
قالوا: ارْتَقِبْ
والصَّوْتُ في حُمّى الأصابِعِ مُلْتَهِبْ
وَرَسائِلُ الفُقَراءِ يَحْرِقُ
جَمْرَ نَشْوَتِها الغَضَبْ
مَنْ يُوقِفُ النَّزْفَ المُسافِرَ
في المَدامِعِ والمَخادِعِ واللُّعَبْ ؟
مَنْ يَشْتَري صَوْت النَّشازِ
على الجَوامِعِ والصَّوامِعِ والقُبَبْ ؟
مَنْ يَمْنَحُ العَرّابَ إذْناً
كَي يُغادِرَ مَوْتَنا
أو يَسْتَفِزّ الخَوْفَ فينا
كَي نُشَيِّعَ صَمْتَنا فَوْقَ المَدارِجِ والمَخارِجِ
بَيْنَ أقْبِيَةِ الصَّخَبْ
مَنْ يُوقِفُ الزَّحْفَ الأخيرَ لِعَرْشِنا
والماءُ يَرْسمُ مِن هَياكِلِنا الصِّغارِ
هُناك أثْوابَ القَصَبْ
نَدعو الإمارَةَ والسّفارَةَ والحَضارَةَ
والبَداوةَ حينَ يَجْمَعُها الطَّرَبْ
أنْ تُوقِفَ الرّيحَ الخَبيثَةَ
عَن جُنودِ الرّوم في أرْضِ العَرَبْ
أو أنْ يَفُكَّ النَّمْلُ أضْلاعَ الحِصارِ
عن المَدينَةِ والسَّفينَةِ والنَّقَبْ
كَي يَعْزُفَ الفُقَراءُ والغُرَباءُ
عن جَمْعِ القُمامَة والنَّدامَة
في المَطاعِمِ والفَنادِقِ والحَدائِقِ
خَلْفَ أسْوارِ السَّغَبْ
أدْري سَيَمْنَحكَ الغَبِيُّ رِياءَهُ
هذا الذي مُذْ خَلْقِ آدَمَ
أجّرَ العَقْلَ الرَّخيصَ
عَلى المَنافِذِ
للقَنافِذِ والدُّبَبْ
واخْتارَ من بينِ الأنامِ التّافِهينَ إلهَهُ
بِيَدَيْهِ يُطْعِمُهُ الوَلاءَ أو البَراءَ
بِلا حَياءَ
لِيَسْتَفِزَّ لأجْلِهِ النَّخْلَ الكَريمَ
لِكَي يُثيرَ على مَوائِدِهِ الرّطَبْ
أدْري سَيَسْعى
نَحْوَكَ الخَتْمُ المُذيبُ شُموعَهُ
عندَ المَداخِلِ
خَلْفَ أسْرارِ المَناخِلِ
حيثُ تَزْدَحِمُ
المَواكِبُ بِالأميرِ وبِالسَّفيرِ وَبِالرُّتَبْ
يا أيُّها المَخْلوقُ مِن
طينٍ وَماءٍ واحِدٍ
لا تَفْرش السّجادَةَ الحَمْراءَ
لِلْآتينَ مِن خَلْفِ التُّرَبْ
لِتَنامَ فَوْقَ حَصيرَةٍ
وعَلى شِتائِكَ وَحْدَها
تُنْسيكَ بَرْدَ الله أوْراقُ العِنَبْ
سَرَقوا دُموعَكَ
عِند أبْوابِ الدُّعاءِ
وَساوَموكَ
وَما تَزالُ على مَجامِرِهِمْ حَطَبْ
فإلى مَتى
والقَيْدُ يَأسِرُ عَقْلَكَ المُصْغي
لأعْرافِ القَبيلَةِ والنَّسَبْ
وإلى مَتى
تُلقي سِلالَ الجَمْرِ
في وَضَحِ النَّهار المُسْتَبِدّ بِشَمْسِهِ
تَدْعو لِشَوّال المُسافِر في الكَواكِبِ
أنْ يُتِمَّ هِلالَهُ
لِتَظَلَّ أفواهُ الجِياعِ
بِكُلِّ مُنْعَطَفٍ
تُتَمْتِمُ يا رَجَبْ
وإلى مَتى
بابُ اصْطِبارِكَ مُغْلَقٌ
إلّا بِوَجْهِ القادِمينَ
مِن المَرافي والمَنافي
مَنْ تَصاغَرَ عِند فَكَّيْهِ اللَّقَبْ
وإلى مَتى
تُلْقي انْكِسارَكَ
في جُيوبِ الغائِبينَ عن الرَّدى
وَسَماءُ عَيْنَيْكَ الفَضاءاتُ المَليْئَةُ
بِالنُّجومِ وَبِالذَّهَبْ
وإلى مَتى
تَبْكي لأجْلِ ثَرائِهِمْ
وَتخيطُ مِن غَزْلِ السَّحابِ ثِيابَهُمْ
وعلى جَبينِكَ
تَعْصِرُ اللَّيمونَ
مِن بابِ الصَّلاة على الحَياةِ
وَسُنَّةٍ فيها دُعاؤكَ مُضْطَرِبْ
إملأ فَراغَكَ بِاليَقينِ وَبِالهُدى
واتْرُكْ لِأصْنامٍ صَنَعْتَ وُجودَها
دَرْباً تُغادِرُ سِجْنَها
عَلِّقْ فُؤوسَكَ في رِقابِ هَواجِسٍ
جَعَلَتْكَ عَبْداً صاغِراً
لا تَخْشَ ناراً حينَ يَحْمَرُّ اللَّهَبْ
حماد خلف الشايع
2021.
0 تعليقات