الهروب من الوجود
بقلم ابتهال بلبيل
الهروب من الوجود، والاختباء في كاميرتي:
نوع من خيال الذي لم ينتبه للذين يلبسون
أجسادهم كأجهزة
بلاستيكية رخيصة لتقنين الموت.
مثل تزيين زبونة ميتة..
لقد كانت مضطرة لاستقبال جرعات
سريعة من ثرثرة الكوافيرة بابتسامات طائشة،
حدثتني: عن الألم الذي تسبّبه لها الظلال
المشبوكة بلا دبابيس بجسدها، والخدوش
المتوازية التي تتركها أسنان
المشط برفقة شعرها
المصبوغ، والضغط الذي يحرّك
عظامها كلّما دخلت متاهة بلا أقدام.
وأخبرتني، أيضا، عن معجزات أخّرتْ
نفسها عن منازلنا، وكأنه لم يكن داخلنا غير خوف
نجرب فيه كياسة أن نذهب لموتنا متبرجين بزينة كاملة.
ولم يكن ذلك يناسب "كاميرا" تُفتحُ عدساتها بسرعة
الزومبي بعد كل غيبوبة، وأصواتها تعفيها من الإنفراد
بشرح طقوس الاحتفال بـ (ماينين) ولولا مزاجي المتقلّب
لشككّتُ.. ربمّا لم تكن هناك ميتة
وإنّ الجنون يتقمّصنا من وقتٍ لآخر
بالمعنى الذي يفسره التذّكر.
ا
0 تعليقات