عراق

تحليل سايكلوجي لانتحار طبيبة نفسية

بقلم الدكتور عبد الكريم خليفة



بعد اتصالات واستفسارات عديدة من زملاء وصحفين لتشخيص حالة الدكتورة بان اذا ابتعدنا عن فرضية انها جريمة جنائية  وانها انتحار  شخص يعمل في مجال الطب النفسي، تتولد لدى العامة تساؤلات مضاعفة كيف يمكن لمن يكرّس حياته لمعالجة المعاناة النفسية أن يقع ضحية لها؟ هل هو أمر نادر أم متوقع؟ هذه التساؤلات تعكس مزيجًا من الصدمة وسوء الفهم حول الصحة النفسية لدى الأطباء، خصوصًا الأطباء النفسيين.
فهو  ليس لغزًا ولا دليلًا على فشلها أو فشل الطب النفسي، بل هو جرس إنذار يذكرنا بأن المعالجين أنفسهم بشر، يتأثرون ويتألمون ويحتاجون إلى المساندة النظر إلى هذه الحوادث بعين العلم لا بعين الوصمة يساعدنا على فهم أن الصحة النفسية مسؤولية جماعية، وأن دعم المعالجين هو جزء أساسي من دعم المجتمع بأكمله.
وهو ليس أمرًا "عاديًا" بالمعنى الإحصائي، لكنه أيضًا ليس مستحيلًا أو نادرًا لدرجة الغرابة المطلقة.
فالأطباء النفسيون، رغم معرفتهم العميقة بآليات الاكتئاب والانتحار، يظلون بشرًا يتأثرون بالضغوط النفسية والاجتماعية والمهنية، بل إن بعض الدراسات تشير إلى أن هناك  معدلات الانتحار بين الأطباء  ليست بالقليلة — ومنهم النفسيون 
الأسباب المحتملة  لحالة المرحومة الدكتورة بان رحمها الله 
١-الضغط المهني الشديد
٢-التعرض المستمر لقصص ومعاناة المرضى قد يخلق ما يسمى الإنهاك العاطفي أو الإرهاق النفسي.
٣-ساعات عمل طويلة ومسؤوليات عالية.
٤-الاكتئاب أو اضطرابات المزاج
٥-رغم معرفتهم العلمية، قد يواجه الأطباء صعوبة في طلب المساعدة خوفًا من الوصمة أو التأثير على سمعتهم المهنية.
٦-الصدمات الشخصية
٧-فقدان شخص عزيز، ٨- فقدان المعنى
٩-الشعور بعدم القدرة على إحداث فرق رغم الجهد  المبذول 
١٠-الإحباط من النظام الصحي
١٠-العزلة الاجتماعية: شعور بعض الأطباء بعدم وجود من يفهمهم على المستوى العاطفي.
١١-وصمة طلب المساعدة الخوف من فقدان السمعة المهنية أو الترخيص إذا طلبوا علاجًا نفسيًا لأنفسهم.
١٢-التماهي العاطفي الزائد مع المرضى قد يستنزف الطاقة النفسية.
١٣-المفارقة المعرفية: إدراك طبيعة المرض لا يمنع تأثيره الشخصي، تمامًا كما لا يمنع فهمك لمرض السرطان من الإصابة به.

ملاحظة 
غالبًا ما يثير انتحار الطبيب النفسي تغطية إعلامية واسعة، مصحوبة بقدر من الدهشة والاستغراب. هذه الدهشة تعكس ثلاثة مفاهيم خاطئة:
الخرافة: "المعالج النفسي لا يمكن أن يصاب بالاكتئاب أو الانتحار".
الوصمة: تصوير الانتحار على أنه دليل ضعف أو فشل مهني.
التهويل: تحويل الحادثة إلى دليل على عدم فاعلية الطب النفسي، وهو استنتاج غير صحيح
رحم الله المرحومة واسكنها فسيح جناته سواء  كانت فرضية الانتحار او جريمة جنائيةفجميع الشعب العراقي متعاطف معها

إرسال تعليق

0 تعليقات