عراق

العالم والذكاء الاصطناعي: تقدّم هناك… وتراجع هنا

بقلم علي غريب البياتي




في الوقت الذي يتسابق فيه العالم نحو استخدام برامج الذكاء الاصطناعي في إدارة الشركات، وتحليل البيانات، وتطوير التعليم، وتسهيل حياة الإنسان على كافة الأصعدة، نجد أن هذه التكنولوجيا تُستخدم في العراق، للأسف، بشكل مقلوب وفي غير محلها.

بينما تعتمد الدول المتقدمة على الذكاء الاصطناعي لتحقيق قفزات نوعية في مجالات الطب، والصناعة، والخدمات، ووسائل الاتصال، صار البعض في العراق يستغل هذه التقنيات لأغراض سلبية وغير أخلاقية، مثل تلفيق الصور والفيديوهات، وانتهاك خصوصية الأفراد، والتعدي على حرمة العشائر، بل وخلق فتن مجتمعية بدلاً من تعزيز الوعي.

تحوّلت الأدوات التي يفترض أن ترفع من شأن الإنسان إلى وسيلة للإساءة إليه، وهذا يعكس خللًا خطيرًا في الوعي الجمعي والثقافي، ويشير إلى ضرورة إعادة النظر في استخدام هذه التقنيات. فالمشكلة ليست في الذكاء الاصطناعي بحد ذاته، بل في العقلية التي تتعامل معه.

إذا لم نضع أُطرًا قانونية وأخلاقية واضحة لاستخدام هذه الأدوات، وإذا لم نبنِ وعيًا مجتمعيًا يفرّق بين الاستخدام البنّاء والمدمر، فإننا لن نكون فقط خارج ركب التطور، بل سنكون أيضًا عالقين في فوضى يصعب الخروج منها


إرسال تعليق

0 تعليقات