بصعوبة بالغة فتحت عيني بعد ان سمعت أصوات الماكينات وهي تحاول جاهدةً إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الناجين والمحاصرين وتأكدت بانّ فرق الباحثين والانقاذ قد وصلوا الى المكان الذي وقعت فيه عمارتنا السكنية ولمحت ضوء الشمس من زاوية تبعد عني بصورة مستقيمة حوالي عشرون متراً ولكوني قد شاركت مع فرق الإنقاذ كمتطوع من مدينتي اثناء زلزال إسطنبول ١٩٩٩ وبعد أن استطلعت المكان جيداً عرفت ان سقوف عدة شقق قد وقعت فوق بعضها وانا محصور بينها وكلما حاولت فرق الانقاذ تشغيل ماكينة ما كلما اقترب هيكل السقف من جسمي، انا هالك لا محالة! يا إلهي ماذا حل بأهل بيتي؟ كيف هم ألان؟ صرخت بأعلى صوتي انا محمد الحلواني محصور هنا! لا جواب ومن المؤكد انهم لن يسمعوني لان السقف الهاطل على جسمي قد تلاصق مع السقف الذي انام فوقه لتصبح زاوية حادة جداً مغلقة من كل الأطراف سوى فتحة عرضية لا تتعدى سنتيمرات فقط وبطول مترين تقريبًا، صرخت مرات ومرات دون جدوى وبصعوبة بالغة تطرق الى سمعي جزءً يسيراً من القران الكريم عرفت للتو بان هذا اليوم هو الجمعة وهذا يعني انني محصور هنا منذ ليلة الإثنين بجسمي الذي فقد الكثير من قوته ودمه، يارب هذه اول جمعة لم اصلي مع الجماعة ان متّ فتجاوز عن هذا فالأمر خارج عن ارادتي يا عليم يا خبير وفجاءة سمعت اصواتاً هادرة تصدر من مكبرات الصوت وتقول هل هناك أحد؟ ثم صمت مطبق ربما ينتظرون جوابًا ما، صرخت بأعلى صوتي أنا هنا انا هنا! يبدو انهم لم يسمعوا نداءاتي المتكررة وخارت قواي مرة أخرى.
يليه الجزء الرابع.
0 تعليقات