عراق

خضر الياس - خديرّاز) في تلعفر عرف راسخ في اذهان الناس. بقلم:- سعيد عباس اوغلو




يعتبر(خضر الياس) من المناسبات المحلية التي يحتفل بها كل سنة في تلعفر, ويقام في الخميس الثالث الاقرب ليوم (18) من شهر شباط لسقوط الجمرة الأولى (جمرة الهواء) بالحساب الشرقي التلعفري .ولكن هذا لا يعني بأن هذا الخميس ثابت على مدار كل السنين بل ان ثبوته يتحدد ضمن النصف الثاني من شهر شباط فقط). ويستخدم مصطلح (خضر الياس) للدلالة على ناحية مناخية مهمة تشير الى انتهاء موسم الشتاء ببرده القارص وحلول موسم الربيع باسماً ضاحكاً بمروجه الخضراء.
كثيرة هي الغرائب التي تنسج حول مقام (خضر الياس) ومعظمها ما يشبه الاساطير, لقد تغلغل (الخضر ) في أعماق الناس تغلغلا شاملا مساحة واسعة وحيزا كبيرا من التفكير الشعبي الى درجة مزاولتهم بعض الطقوس التي اصبحث من الموروث الشعبي التلعفري, فالشائع لدى الاهالي حسب العرف الشعبي ان (خضر الياس) شخص مهاب تشع من وجهه الانوار الساطعة, يرتدي عادة ملابس غارقة في الاخضرار أو ناصعة البياض الى حد صارخ ويعلو راسه تاج مرصع يعكس انوارا ساطعة وبيده علم أخضر. واحيانا قليلة يشاهدونه وهو يمتطي فرسه الملحاء التي بإمكانها ان تطوي الصحراء بلمح البصر وتطير بلا اجنحة وقادرة على السير برا وبحرا تاركة آثار أقدامها في مناطق صخرية أو كلسية. وشوهد في الكثير من المناطق وترك في كل منها آثارا دالة عليه لتكون شاهدا على كرامته ومعجزاته على مر السنين والعصور ودليلا على حضوره في كل مكان وزمان. ويقال أن (الخضر) لا يُذكر في مكان إلا حضر .ولهذا يقال فلان كالخضر حاضر - ((خزر حازر)), فهو شديد التوق للشؤون البشرية .كما ويعتبر من الاولياء (يتيشمش) مما جعله يتولى دائما وابدا حراسة الفيافي والقفار من اجل تقديم خدماته لكل من يلوذ به أو ليغيث كل من يستغيث. فتنذر له النذور, كما توقد له الشموع وتمنح باسمه العطايا . و(الخضر) قد دخل العقائد الاسلامية باعتباره قد أخذ العلم من الله عز وجل ولهذا صحبه النبي موسى في رحلته المشهورة في سورة الكهف الآيات (60 – 72) وبهذا يكون القرآن قد رفعه الى مرتبة الانبياء, اما (الياس) فقد ورد ذكره في سورة الانعام الاية (85) باعتباره احد انبياء بني اسرائيل. اما المسيحيون فيسمونه (ايليا) النبي الذي وردت قصته في التوراة (سفر الملوك الرابع) وقد سمي ﺑ(الخضر) لاجتراحه العجائب. ثم اطلقت هذه التسمية استعارة على غيره من صانعي المعجزات منهم ما جرجيس ومار بهنام. وهناك ادعاء قديم يقول انه من الاحياء في كال الازمنة, يقابله حديث منسوب الى نبينا (محمد) (صلى الله عليه وسلم) اذا صح نسب الحديث اليه يقول:(لو كان الخضر حيا لزارني). ومهما يكن من الامر فانه مشهد تاريخ عالق وراسخ في اذهان الناس يؤمه الكثيرون في هذه المناسبة المبتكرة فيحتفلون به ثلاثة ايام ويذكرون ان الشتاء قد انتهى واقبل الربيع.

إرسال تعليق

0 تعليقات