عراق

المحاصرون الجزء الثاني.. ابراهيم قوريالى


 

ابراهيم قوريالى
                  -2-

بدأت باستعادة وعي قليلًا ووجدت الظلام يغمر كل شيءٍ لا أدري كم من الوقت مضى على وجودي هنا ولا أدري ان كان الوقت ليلاً ام نهاراً او اي يوم انا فيه، حاولت ان أرفع راسي قليلاً لاكتشف موقعي واذا به يرتطم بكتلة خراسانية صلبة جداً جمعتُ كل قوّتي لأنقلبَ ذات اليمين لم أستطع لان ذراعي الأيسر كما يبدو محصورًا ايضاً حاولت انْ احرك قدمي الى الأعلى لأتأكد من الفراغ الموجود حول جانبي الاسفل وما ان رفعته حتى أحسست بغزارة الدماء التي تسيل منه، يا الله أين انا؟ كم من الأيام مرت؟ ماذا حل بزوجتي وأولادي؟ اين هم الان؟ هل يعانون الآن مثلي؟ يارب ارحم بحالهم وأرفق بهم، زوجتي( إيلاف) عليلة تشكو من الربو ولا طاقة لها ان تتحمل كل هذا وابنتي( زهراء) تشكو من السعال دائما يارب كن معهم ولا تتركهم بين الأنقاض والركام، ولأنني أعمل في مجال بيع الحلويات في مدينتي (غازي عنتاب) ولي صوت جهوري جمعت كل قوتي وصرخت بأعلى صوتي أنا محمد الحلواني محصور هنا لا أعرف اين زوجتي انقذوا اولادي ( عمر وزهراء) انا محمد الحلواني هل من أحدٍ يسمعني، لا جواب! البرد الشديد بدأ يقرصني ومن شدة وهول الصدمة لم أستطع جلب الهاتف النقال والمعطف الثقيل الذي ألبسه كل يوم عندما أذهب الى عملي، فجأة تذكرت بأننا قد أقمنا صلاة العشاء جماعةً مع أهل بيتي وهي آخر صلاة جَمَعَتْنا! يبدو  أنني قد فقدت كثيراً من الدماء وأشعر بصعوبة التنفس هذه المرة والغيبوبة تهاجمني مرة اخرى.
يلية الجزء الثالث.

إرسال تعليق

0 تعليقات