الحقوقي حازم عيسى الجبوري
اسدل الستار على بطولة الخليج العربي بنسختها الخامسة والعشرين التي احتضنتها مدينة البصرة الفيحاء ثغر العراق الباسم والتي كان الانتصار فيها من نصيب المنتخب العراقي الذي حرم من تنظيم البطولة على ارضه منذ عام ١٩٧٩ بسبب الحظر الذي فرض على الملاعب العراقية بسبب الحرب العراقية- الإيرانية، والتي حاز على لقبها آنذاك، فكان للتنظيم الرائع ومؤازرة الجماهير العراقية في جميع مدن العراق بدون استثناء اهم عاملين ساهما لي انجاح البطولة ولكن العامل الثالث كان من نصيب القنوات الخليجية التي واكبت وغطت احداث البطولة وبالأخص كادر قناة المجلس الذي يديره الاستاذ خالد الجاسم، حيث كان لهم الدور الاكبر في نقل الصورة الحقيقية لأصالة الكرم العراقي والبصري بشكل خاص وكانت الحفاوة العراقية بضيوف كأس الخليج شي لا يصدق بعد جفوة بين الاشقاء لأكثر من ٣٠ عاما مضت، وقد نال الإعلام السلبي نصيبه من العراق بعد الغزو الأميركي عام 2003 في التركيز على احداث العنف والقتل والدمار التي طالت جميع المدن العراقية ونقل الصورة السلبية الشارع العراقي، فالإعلام في العراق لم يكن بمعزل عن الفوضى التي ضربت البلاد، حيث تزايدت أعداد المحطات الفضائية بشكل غير عادي، ليصبح العراق أكثر دولة تضم قنوات تلفزيونية في المنطقة العربية حيث يوجد في العراق حاليا اكثر من 57 قناة تلفزيونية عراقية مرخصة، إضافة إلى 152 وسيلة إذاعية، وأكثر من 60 مكتبا خارجيا لقنوات موجهة إلى العراق، إلا ان مجموعة قنواتةالكأس الرياضية والقنوات الخليجية التي غطت احداث البطولة تمكنت من كسر الجمود الإعلامي خلال فترة وجيزة وتمكنت من قلب المعادلة الإعلامية من خلال نقل الصورة المشرقة للشعب العراقي والتعريف بثقافته وتراثة وعادات شعبه الاصيل الذي تمتد حضارته لأكثر من ٧٠٠٠ سنة، ليثبوا للقنوات المحلية العراقية ان صناعة المحتوى الاعلامي في العراق لاتحتاج الى جهد بمجرد ان تكونوا قريبين من شعبكم، وانكم في وادي وشعبكم في وادي آخر..
0 تعليقات