عراق

هواجس - الأخوة الثمانية بقلم علي حسين




هواجس - علي حسين
الأخوة الثمانية

يحكى في أحد الأيام كان هنالك ثمانية إخوة يعيشون تحت سقف منزل واحد مع الأم والأب دون مشاكل ودون منغصات وكانت الفرحة والبهجة مليئة داخل هذه العائلة ،
مرت الايام والسنين فتوفيت الأم إثر مرض عضال ليلحق بها الأب بعد مدة قصيرة بذات المرض لتبقى هذه العائلة من دون سند في مشوار الحياة المتبقي ،
وعلى قدر ماكان الأخوة سنداً لبعضهم أصبحت المشاكل و المصالح هي التي تسيطر على اغلب هؤلاء الشباب ،فكل واحد منهم بات يفكر كيف يعيش لنفسه بعيداً عن إخوته ،
كان الأخ (حُسين) صاحب الترتيب الثاني في العائلة وكان هو الذي يلم شمل الجميع في بيته الذي استقل فيه بعد زواجه و ارتباطه بعمل خاص استطاع من خلاله شراء منزل يكفيه مع عائلته الصغيرة ،
كان (حُسين) دائماً ما يقيم الولائم لإخوته وعوائلهم دون كلل أو ملل بل لايلبث في مساعدتهم ان احتاجوا شيئاً منه على الرغم من انه ليس كبيرهم ،
دارت الأيام حتى وقع (حُسين) في ضائقة مالية بعد شراءه لمنزل أكبر من الذي كان يعيش فيه لاسيما بعد زواج ابنه الأكبر ،
بعد وقوع الأخ (الكريم) في شدة ومحنة كان ينتظر من اخوته السبعة ولو كلمة يطيب فيها خاطره إلا انه بقي وحيداً يعاني في شدته امام الغرباء ،
بعد مدة قليلة من الزمن استدان (حُسين) مبلغاً مالياً بسيطاً من اخاه الأصغر عسى ان تُحل مشكلته إلا انه وقع بمشكلة أكبر جراء معاملة أخيه الأصغر له ،
وعلى الرغم من الأخ (الكريم) استطاع حل مشاكله المادية مع الغريب إلا ان هذا الأخ الأصغر كان دائم اللوم لأخيه حتى مابرح في تشهيره بين اصدقاءه وتذكيره بمعروفه الذي صنعه وكأنه لم يكن أخاه ،
اضطر (حُسين) بعد مدة قليلة لبيع منزله الجديد من أجل إعطاء المال الذي اقرضه إياه أخاه بعد المشاكل الكبيرة التي حصلت جراء تلك الأموال ليفترق بعدها الإخوة دون رجعة ،
فبعد ان كان (حُسين) هو الجامع لهذه العائلة الكبيرة بعد رحيل الأبوين وكان سنداً للجميع دون كلل أو ملل ، لم يرى منهم خيراً في شدته التي ألمت به ،
فمن هنا ندرك بأن العطاء أحياناً يكون عكسياً ولابد لنا ان لانتفاجئ بمن ينكر مافعلناه لأجله لسنوات، ولنعرف بأن قصة اخوة يوسف لم تنتهي حينها بل تكررها الحياة يوماً بعد يوم.

إرسال تعليق

0 تعليقات