نجاة كروانجي
المرحوم عبد الرحمن قزل أي
: أهم انجاز حققته طيلة مشواره الفنيه هو وضع النوطة الموسيقية لكافة ألاغاني الفلكلورية التركمانية
لكل دولة من دول العالم سفراء في الدول ألاخرى يمثلوها وفي عالم الفن هناك أيضا سفراء يمثلون شعوبهم ودولهم وللفن التركماني سفراء عديديون ساهموا بتعريف العالم بالفن والثقافة التركمانية ولعل أبرزهم هو فناننا القدير ,, عبد الرحمن قزل أي ,, والذي يعرف نفسه الينا كألاتي
, ولدت في مدينة كركوك وفي حي المصلى الشعبي تحديدا , وهذا الحي العريق ساهم في تخريج العديد من الفنانين التركمان الكبار الذين تركوا أثارهم وبصماتهم في الفن التركماني وأذكر منهم رشيد كوله رضا وعز الدين نعمت وعبد الواحد كوزه جي أوغلو وغيرهم من الفنانيين الكبار .
عبد الرحمن قزل أي : بدايتي كانت مع الموسيقى ذات الطابع الديني ومنذ سني الشباب ألاولى بدأت بتلاوة ألاذان وترتيل القرأن الكريم في احدى جوامع منطقة المصلى التي كان امامها الشيخ محمود الذي أدين له بالفضل حيث تعلمت منه أصول التواشيح والتنزيلات وبعد اكمالي للدراسة
ألابتدائية وانتقالي للدراسة المتوسطة تعرفت على الموسيقى الحديثة وأصبحت مغرما بها وتأثرت بعدد من الفنانين التركمان الكبار مثل رشيد كوله رضا ومصطفى قلايي وعز الدين نعمت وبدأت مشواري الفني في عالم الموسيقى والغناء بصحبة الفنان التركماني الكبيرعبد الواحد
كوزه جي أوغلو وأنا اليوم أسعى لتكملة مشوار الفن التركماني بعد رحيله .
من هم الفنانين التركمان الذين كان لهم دور في صقل موهبتك الفنية .
عبد الرحمن قزل أي: هناك العديد من الموسيقيين التركمان الذين واكبوني في بداية مشواري الفني وأنا أعتبرهم بمثابة أساتذة لي ومنهم عازف الكمان الهام مردان وعازف العود صلاح الدين بزركان والمطرب وعازف العود المعروف محمد قلايي الذي كان واحدا من العازفين البارعين على ألة العود وقد بدأنا أنا وزملائي الفنانين التركمان الرواد مشوارنا في عالم الفن بصحبة فرقة موسيقية بسيطة تتكون من العود والكمان وألة ألايقاع فقط ( الطبلة ) .
وبعد افنتتاح القسم التركماني في اذاعة بغداد بدأنا بالغناء من خلال ألاذاعة بصحبة الفرقة الموسيقية الخاصة بها والتي كانت متكاملة نوعا ما .
: ماهو تأثير حي المصلى الشعبي حيث ولدتم وعشتم فترة من عمركم هناك على فنكم .
عبد الرحمن قزل أي : حي المصلى يعتبر مصدرا للموسيقى والغناء التركماني وقد كان لمقهى المصلى الذي كان يملكه عمي ( اسماعيل جايجي ) دور كبير في تخريج العديد من المطربين التركمان حيث كان
مكانا للقاء المطربين التركمان الكبار وبالمناسبة فان عمي أيضا كان من عشاق الموسيقى والغناء ويملك صوتا جميلا ويتقن اداء فن الخويرات التركماني .
ومن أبرز المطربين التركمان من أبناء هذا الحي الفنان الكبير عبد الواحد كوزه جي أوغلو والفنان عز الدين نعمت والفنان فائق نجار والفنان محمد
كولبوي وغيرهم ورغم سني الصغير في ذلك الوقت فاني شاركت مع هؤلاء في العديد من الجلسات والحفلات الخاصة .
في أي سنة قررتم الهجرة الى خارج العراق .
عبد الرحمن قزل أي : في العام 1960 قررت السفر الى تركيا لدراسة فن الموسيقى دراسة أكاديمية وفعلا قدمت أوراقي الى المعهد العالي للموسيقى ( الكونسرفاتوار ) في العاصمة التركية أنقره وقبلت فيها واستمرت دراستي فيها مدة ستة سنوات تخصصت فيها في الموسيقى الغربية ورغم كوني عازفا على ألة العود فانني في ذلك الوقت لم أكن أتقن فن كتابة النوطة الموسيقية وقد علمني اياها الموسيقار التركي المعروف ( فخري كوبوز ) كما تعلمت منه كيفية عزف العود استنادا الى النوطة الموسيقية .
وكنت قبل ذلك وتحديدا في العام 1958 سجلت عدة نماذج من الغناء التركماني لأذاعة أنقرة بصحبة الفنان الكبير عبد الواحد كوزه جي أوغلو
وخلال فترة دراستي تمت دعوتي من قبل اذاعة أنقره لتسجيل نماذج من الغناء التركماني وقد سجلت العديد منها وهي مازالت وحتى اليوم محفوظة في أرشيف ألاذاعة هناك وبعد افتتاح التلفزيون التركي وكان في بداياته بألاسود وألابيض سجلت العديد من ألاغاني التركمانية له وكانت أول أغنية سجلتها للتلفزيون التركي هو ( سوساني مخمور يخاسي ) .
وبعد ذلك وبعد أن بدأ القناة التركية التابعة للدولة هناك ( TRT) بالبث بألالوان تم دعوتي لتسجيل ألاغاني التركمانية فيه وتم استضافتي في العشرات من البرامج الفنية وقد كنت وبألاضافة الى الغناء في هذه البرامج أتحدث عن معاناة التركمان في العراق خلال عهد النظام السابق الذي كان يحكم العراق في تلك الفترة وأوجه ألانتقادات له على سياسته بحق أبناء شعبي في بلدي كما كنت أتحدث عن أوضاع التركمان اللاجئين الى تركيا في ذلك الوقت .
وأول أغنية من تلحيني غناها مطرب تركي كانت أغنية ( أينايا باختم ) وهي من تأليف الشاعر التركماني مصطفى كمال دندن وقد كان الفنان لتركي الشهير نوري ساسي كوزه ل أول من غنى هذه ألاغنية ونالت شهرة غير مسبوقة بعد ذلك قدمت أغنية ( ايولارينده لامبالاري يانيور )
التي هي من تأليفي وتلحيني الى المطرب التركي ألاشهر ابراهيم طاطلي ساس في أواسط الثمانينات من القرن الماضي وقد نالت شهرة غير
طبيعية في تركيا والعالم التركي وغناها حتى اليوم مايقارب ألاربعون من المطربين ألاتراك وقبل فترة قصيرة غناها مطربين شابين تركيين على شكل دويتو وفق ايقاع الفلامنكو ونالت من جديد شهرة غير طبيعية بين الجيل الجديد من متذوقي الغناء واحتلت صدارة المبيعات في تركيا .
ومن أغنياتي التي أعتز بها أغنية ( يازمالي كالين ) التي نالت شهرة كبيرة بعد غنائي لها وهي من تلحيني وكلمات الدكتور مظفر أرسلان كما أنني لحنت ستة قصائد باللغة العربية وهي من أشعار اليبلوماسي والشاعر السعودي المعروف عبد العزيز الخوجا والتي قدمها لي خلال توليه منصب سفير المملكة العربية السعودية في تركيا وقد لفتت أنظار المهتمين بالغناء والموسيقى العربية هنا في تركيا ونالت شهرة جيدة .
ومن دواعي اعتزازي وفخري أن كل ماغنيته من أغنيات سواء من الفلكلور التركماني أو ألاغنيات الخاصة بي والتي هي من تلحيني جرى تلاقفها من قبل المغنين ألاتراك وقدموها الى الساحة الفنية التركية في كاسيتاتهم وألبوماتهم التي لم أتمكن من عدها حتى اليوم لكثرتها وغزارتها .
كم بلغ عدد الجوائز الفنية التي حصلتم عليها في مشواركم الفني .
عبد الرحمن قزل أي : نلت العديد من الجوائز الفنية والشهادات التقديرية وكان من أبرزها جائزة اتحاد الكتاب ألاتراك والتي نلتها في العام 2002 لجهودي في خدمة الفن التركماني وتعريفه الى العالم وقد تم اطلاق لقب مطرب العام عليّ من جانب ألاتحاد المذكور كما نالت جائزة وشهادة تقديرية من وزارة الثقافة التركية لدوري في خدمة الفن والثقافة التركمانية .
ماهي المهرجانات الفنية العالمية التي شاركتم فيها .
عبد الرحمن قزل أي : تلقيت في العام 1997 دعوة من جامعة سانت باربارا التي تقع في ولاية كاليفورنيا ألامريكية من أجل احياء عدة حفلات موسيقية هناك لتعريف الجمهور ألامريكي بالفن والثقافة والغناء التركماني كما أحييت حفلة خلال وجودي في الولايات المتحدة ألامريكية في جامعة ساكرامانتو كما أحييت حفلة أخرى في معهد فوليرتون الواقعة
في ولاية كاليفورنيا ألامريكية وقبل توجهي الى هناك طلبوا مني معلومات عن تاريخ الفن والثقافة والغناء التركماني وقد أرسلتها اليهم قبل سفري باسطوانة مدمجة وتفاجأت حين وصولي الى هناك بأنهم قد أعدوا وطبعوا كتابا ذات طبعة أنيقة وفاخرة كان يجري توزيعها على الجمهور الذي حضر حفلاتي في الجامعات ألامريكية المذكورة وقد طبع اسمي باللغة ألانكليزية على غلاف الكتاب كما قدمت العديد من الحفلات في العديد من دول العالم وأذكر منها السويد وألمانيا ألاتحادية والدانمارك وهولندا وفي العديد من الدول ألاوروبية ألاخرى سواء بمفردي أو بصحبة الفنان التركي القدير محمد أوزبك وأخر مشروع فني جمعنا معا كان في جمهورية مصر العربية حيث تم دعوتنا الى هناك بناء على البروتكول الثقافي الموقع بين تركيا ومصر وقدمنا العديد من الحفلات سواء في العاصمة المصرية القاهرة أوفي مدينة ألاسكندرية وخصصنا عدة حفلات لتقديم الموسيقى والغناء الديني وفي القاهرة قدمنا حفلة في دار ألاوبرا
أما في ألاسكندرية فقدمنا حفلة في مسرح سيد درويش وقد غنيت هناك عدة أغاني باللغة العربية للجمهور المصري الذي حضر حفلاتنا والشيء الذي أعتز به أن كل حفلاتنا الموسيقية التي قدمناها هناك حملت اسم
( ليالي كركوك ) وتم طبع كروت الدعوة الخاصة بحفلاتنا من الجانب المصري بهذا ألاسم .
مقدم البرنامج : ماسر تعلقك بألة العود التي رافقتك طوال مشوارك الفني.
عبد الرحمن قزل أي : طوال مشواري الفني رافقتني ألتا عود فقط وهاتان ألالتان جرى اهدائهما لي أولها من الشخصية التركمانية المعروفة والذي كان له دور كبير في خدمة الغناء التركماني وأقصد المرحوم
( دايي قادر ) حيث كان له دور كبير في صقل موهبتنا الفنية أنا والمرحوم عبد الواحد كوزه جي أوغلو وخلال دراستي في المرحلة المتوسطة وحين سمع صوتي أعجب به وقرر اهدائي ألة عود كي أتعلم العزف عليها وأغني بصحبتها أما ألة العود الثانية التي أحتفظ بها كذلك حتى اليوم فقد اهداني اياها في العام 1969 القنصل السعودي أنذاك في العاصمة التركية أنقره ( عون الله بك ) وقد صنعها لي خصيصا في سوريا وقد كان من أصدقائي المقربين وفي يوم من ألايام رأيت في مكتبه ألة عود متقنة الصنع وفاخرة وبناء على ذلك قرر صنع ألة عود خاصة لي من نفس الطراز وهي هذه التي أحتفظ بها حتى اليوم ولاأستخدمها في العزف خلال غنائي في الحفلات لقيمتها التاريخية الكبيرة بل أستعيض عنها بالعود التركي أو عودي ألاخر العراقي الصنع .
مقدم البرنامج : متى تزوجت وقررت تأسيس عائلة لك في تركيا .
عبد الرحمن قزل أي : في العام 1970 تزوجت من السيدة أيلا وهي تحمل الجنسية التركية الاأنها من أصول عراقية تركمانية وفي العام 1974 رزقت بابنتي الكبيرة بسته وفي العام 1976 رزقت بابنتي ألاخرى بورجو
وأنا اليوم جد ولدي حفيدان هما دمير ودرين .
كم يبلغ عدد ألالبومات الخاصة بك والتي طرحت في ألاسواق طيلة مشوارك الفني .
عبد الرحمن قزل أي : لدي تسعة اسطوانات صوتية من التي تسمى بالخمس وألاربعين واحدى هذه ألاسطوانات سجلتها مع الفنانة التركية الشهيرة بديعة أقار تورك وأخرى مع الفنان عبد الواحد كوزه جي أوغلو سجلناها معا في تركيا واضافة الى ذلك فلدي ثلاثة اسطونات مدمجة اثنتان منها مع الفنان محمد أوزبك وأخرى لي بمفردي .
وكما تعلمون فان هذه ألاسطوانات قد أصبحت قديمة وغير متوفرة في ألاسواق ولهذا فنتاجاتي في ألاسطوانات التسعة هذه غير متوفرة في السوق الا أنني احتفظ بنسخ منها لدي كأرشيف خاص بي كما لدي العديد من مواد ألارشيف الخاصة بي لدى ألاصدقاء ومحبي فني .
مالمشروع الفني الذي تعتز بانك أنجزته طوال مسيرتك الفنية .
عبد الرحمن قزل أي : أهم وأكبر مشروع أنجزته في حياتي هو تعاوني مع الموسيقي التركي صالح تورهان في جمع ألاغاني الفلكلورية التركمانية وتدوينها بالنوطة الموسيقية للحفاظ عليها من الضياع وألاندثار وقد جرى تدوينها بالنوطة الموسيقية الخاصة بكل أغنية استنادا الى المصادر الصحيحة لها وهذه أول مرة تحدث في تاريخ الغناء التركماني وقد أنجزنا هذا العمل الضخم خلال العام 1994 ومن دون دعم من أية جهة بل استندنا فقط الى مجهودنا الذاتي وقمنا بطبعها في كتاب ذات طبعة أنيقة أهديناه الى كل محبي الفن والغناء التركماني .
ماهي أول أغنية لحنتها في بداية مشوارك الفني .
عبد الرحمن قزل أي : أول أغنية لحنتها كانت نشيدا تركمانيا حمل عنوان
( كركوكليغ كركوكلي ) وقد لحنتها وغنيتها بعد وقوع مجزرة الرابع عشر من تموز بحق التركمان في كركوك في العام 1959 أما باكورة ألحاني من ألاغاني العاطفية فكانت أغنية ( أينايا باختم ) كما لدي العشرات من ألاغنيات التي هي من تلحيني والتي كنت قد سجلتها للقسم التركماني في اذاعة بغداد خلال وجودي في العراق الا أنها فقدت جميعا وبكل أسف بعد العام 2003 نتيجة نهب واتلاف أرشيف ألاذاعة العراقية في ألاحداث التي شهدها العراق بعد سقوط النظام السابق في ذلك العام وللأسف الشديد فأنا أيضا لاأملك أية نسخ منها لدي كأرشيف خاص بي .
ومن هذه ألاغنيات ( جله بلبل ) و ( بكليتمه يتار ) وهناك العديد من ألاغاني التي لاأذكرها اليوم
0 تعليقات