بقلم اسفار عدنان
المخرجات الحالية في البلد نتيجة حتمية لسنوات من الحروب العبثية والحصار الاقتصادي والاحتلال العسكري والصراعات السياسية والنزاعات الداخلية من تخندق الشعب الطائفي والقبلي والفئوي. خصوصاً فترة الحصار الدولي التي جاوزت العقد، فصلتنا عن العالم وأدت إلى تردي الوضع المعيشي والذي غير كثيراً في اخلاقيات وسلوكيات المجتمع، وجعل العديد من افراد المؤسسات الحيوية في البلد منها التعليمية ينصرفون إلى أعمال اخرى لا علاقة لها بتكوينهم المهني بغية الحصول على دخل لمواجهة أعباء الحياة اليومية. تلاها فترة الاحتلال من دمار طال المؤسسات والبنى التحتية وتصفية وعزل الكثير من الكفاءات وهروب البعض الآخر إلى الخارج.
لذلك نحن بحاحة الى جهد استثنائي ومضاعف لاجل اصلاح ما تم تدميره وتصحيح الكثير من الاخطاء المتراكمة والارتقاء لمواكبة العالم، مثلما فعلت شعوب العديد من الدول المنهارة بعد الحرب العالمية الثانية، المشكلة ان الكثير من ابناء البلد إلى الآن غير مدركين المنعطفات الخطيرة التي نمر بها والتي قد تصل لحد تهديد وجود الحياة وبشكل كامل مستقبلاً، اذا ما استمرينا على هذا الحال كالتحديات البيئية والأمن الغذائي ... ، للاسف ما يهم الكثير هو تأمين مصالحهم الخاصة حتى لو كانت تتقاطع مع مصلحة العامة، وآخرين منساقين خلف ايدلوجيات مشوهة تهدد مشروع الدولة ومؤسساتها، بالتالي من يستلم زمام أمور الدولة سيكون على شاكلة الشعب أشخاص فاسدين ومؤدلجين وغير اكفاء، يترتب على ذلك اهدار ونهب مقدرات البلد وخلق الفوضى والازمات، عندها لن نبقى متخلفين وحسب؛ بل نغوص الى القاع اكثر واكثر، لذلك نحتاج بالدرجة الاساس التركيز على رفع مستوى الوعي العام كي يدرك الناس مستوى الخطر المحدق الذي يهدد كل من يعيش على هذه البقعة، ويحاولوا المساهمة في انتشال البلد من الازمات بدل مفاقمتها.
0 تعليقات