بقلم الكاتبة الناقدة أسيل أحمد أبو غثيث
جاءَتْ سَكرةُ العَيش..
دَعوا الهَواتِف وشَأنها
تَمعّنوا بوُجوهِ الباقين
احتَضِنوا النّاجينَ من عزرائيل
بَدلًا من نعتِ المَوتِ بالحَق
أدّوا أوّلَ حَقٍ كُتِب عَليكم وهوَ
إعمار الارض.
دَعك من مُسمى الأرض بمَفهومٍ عِلمِي مُمِل!
اعمِر ما بداخلِك!
تَمامًا هذا حيّزِك وأرضِك!
أعِد ترتيبَ ما دُسّ من شَتاتٍ بحَشاشَتِك
كادَ فرطُ الإهمالِ بحالِكَ يُهلِكك!
ألَم تَسأم التّذمُر!
ألا يَكفيك فَقدُ جُزءٍ من أهلِ أرضِك!
لقد دَقّت ساعةً في توقيتِك
اركُن جِدّيَتك
وهاتَ العاطِفة قليلًا
ضُم الأماكِن زاوِية زاوِية
واحتَضِن كُل من تُحِب
بأضلعٍ مُحكَمة
بقَلبٍ مُستَقِر
بشَغفٍ مُمتَلِئ.
دَعَك منَ الكِدْ وروتينِه
دَع الإجازَة تَمُد معَكَ بدَل اليومِ، خمسٌ وسَبعون ساعةٍ
دَع إضاءة هاتِفك لا تَنطفئ من تزاحُمِ إشعاراتِك
اذهَب لعائلِتك بكُلّ ما تَملُك من هَواجِسك
إيّاك!
كَفاكَ مُماطَلة!
لغَد!
أيُّ استيعابٍ من المَهامِ سيَحتملُ هُو غَدِك؟
الواقِعُ يُداهِمنا
الزمَن بالانتِهاء يُعجّل
وأهلُنا فُقِدوا مِنّا!
الفاجِعة اتّخذَت من يومِنا آيَة!
امحُ دَمعتك بطَرْفِ جَيبِك
وانزَع فِكر الأمسِ من أساسِ جَبينِك!
خُذ بالتي هي أقرَب
وانتَهِك فُرصَتك.
روحُك بزَمامِ جَسدِك
اركُض بَعيدًا من زاوِية غُرفتك لأهلك...
احفَظ تَفاصيلًا من أوجُهٍ تُحبّها
من الضّحكة وحتّى تشَقُّقات خُطوطِ عَينِها
احتَفِظ ببِضعِ تَسجيلاتٍ صَوتية لبَحّاتٍ اعتَدتَها
شُمّ رائِحة كُلّ مِنهم وبزُجاجةٍ، إن اضطُرِرتَ لذلك خَبّئها
اهرُب من هُدوء وِحدتك لزُحامِ العائِلة!
اشبِع سَمعَك بمُتطلّبات والِدك
اتّكِئ على كَتِفِ أُمِك
ضُمّ الجَميع وكأنّكَ بسَفرةٍ للخارِج
اشبِع نَفسَك بهِم!
لا تَسألني لماذا؛ بالوَقتِ الرّاهِن!
غَدًا، سيُجيبك على كُل النّصحِ هذِه!
غدًا، سيَتكفّل بإجابَتِك.
أسيل أحمد أبو غثيث
0 تعليقات