عراق

الشدة تغربل الناس الكاذبة..

  بقلم حمزة فادي العبيد




حين تعثرتُ وصدمتني الحياة بأزمةٍ جديدةٍ كنت في أمَـس الحاجة لمن يساعدني، ولأنني شخص خجول جدًا في طلب المساعدة لم أطلبها بطريقة مباشرة، أخبرت الدائرة الصغيرة التي تحيط بي من الناس عما يحدُث معي وأوصيتُـهم بالدعاء لي، لكنني كنت أحتاج أكثر لمن يسندني قبل أن أميل تمامًا وأسقط حد الأنهيار، كنت أحتاج لمن يتابع ما حدث وما سيحدث، كنت أحتاج لمن يسألني عن أثر هذة الأزمة في نفسي ويفكر ويتناقش معي في خطواتي التالية، أفضفض وأحكي لـه عما يدور في ذهني وروحي تلك التي كانت تتهاوى، صحيح أنني اعتدت على الثبات والوقوف مرفوع الرأس أمام كل العواصف لكن صدقًا هذه العاصفة تحديدًا كانت أقوى مما تتخيل، وحتى لو كنتُ قويًا بما يكفي لتجاوز أعتق الصدمات فأنا أومن أننا نصبح أقوى بالحب والطمأنينة ودعم أحبائنا..

مرت الأزمة بكل ما فيها..

مرت الأزمة التي ظننت أنها لن تمر..

لكنني اكتشفت أن بعض الناس في حياتي يتغنون طوال الوقت بكلمات الحب والود وحين أتت العاصفة لم أجد واحداً منهم يقترب مني ليشاركني المعركة، وجدت أغلبهم يقفون مكتوفي الأيدي يشاهدونني وأنا أصارع وأحارب وحدي، مرت الأزمة وأكتشفت أن أغلبهم ظلٌ لا أثر لـه..

مرت الأزمة التي غيرت الكثير من الأشياء في نفسي..

وكشفت حقيقة أشخاصٍ ظننتُ أنني لن أحارب الحياة وحدي في وجودهم..

وفي رأسي جملةٌ شعبيةٌ شهيرة:

"الشِّـدة بتغربِـل الناس الكاذبة".


-حمزة فادي العبيد

إرسال تعليق

0 تعليقات