منذ أن دخلت عملية مجيء اللاعبين المغتربين والتحاقهم بتشكيلة منتخبنا الوطني بكرة القدم وليس الأول فقط بل على جميع المراحل، كانت عملية الأبعاد والاقصاء حاضرة وجاهزة بإعذار وحجج متنوعة واغلبها لكسب عاطفة الجمهور من خلال الحديث عن حب الوطن وكأن من يحب وطنه فقط من يسكن داخل العراق اما من هم خارجه فهم لا يفهمون في حب بلادهم.
فلوا فصلنا هذا الأمر وراجعنا شريط الأبعاد الذي طال اللاعب العراقي المغترب والمحترف لوجدنا ان الأمر يعود لفترة طويلة وليست حالة جديدة أو مستغربة.
فقبل ان نتحدث عن اللاعب شوان لنرى لماذا تم ابعاد اللاعب ياسر قاسم رغم انه كان من أفضل اللاعبين في مركزه وقدم الكثير في بطولة آسيا في استراليا وصولاً إلى تصفيات كأس العالم ٢٠١٨ وتلفيق الكلام حول عدم رغبة اللاعب بتكملة مشواره مع الأسود رغم انه صرح ولأكثر من مرة بإستعداده لتمثيل المنتخب الوطني في اي وقت.
ومن بعدها أيضاً استمرت عملية الأبعاد للاعبين المغتربين عبر ابعاد فرانس بطرس وكذلك جيستن ميرام واحمد ياسين وريبين واسامة رشيد دون سبباً مقنع او حجة من الممكن أن نقول انها دامغة وتستحق من خلالها ابعاد للاعبين قدموا مستويات متميزة في الفرص التي حصلوا عليها في مبارياتهم مع المنتخب الوطني.
ذات القصة استمرت وآخرها مع لاعب نادي لاتسيو الإيطالي شوان سيروان والذي ترك وفد المنتخب الوطني في مصر بحسب ما يشاع بسبب " عدم الرغبة"، في تمثيل المنتخب الوطني فمن يقول هذا الكلام ويصرح به اقول له،، هل يعقل ان لاعباً يأتي من الدوري الإيطالي إلى مصر للمشاركة مع المنتخب الوطني في بطولة العرب وهو لا يمتلك الرغبة اذاً لماذا بذل ذلك الجهد و التحق بكتيبة المنتخب في مصر،، وهل من الممكن أن نصدق بإن عامل اللغة ساهم في ترك شوان لوفد المنتخب كونه لا يتكلم اللغة العربية ، فهل جميع المغتربين الذين التحقوا سابقاً بمنتخباتنا الوطنية كانوا يتحدثون العربية بطلاقة.
اعذاراً وحجج كثيرة تم من خلالها ابعاد اللاعبين المغتربين عن المنتخبات الوطنية دون شيئاً معقول وقابل للتصديق،، والغريب بإن العذر ذاته ينطبق على جميع المغتربين بدون استثناء " ليست لديهم الرغبة"، فمن لا يمتلك الرغبة في تمثيل اي فريق في العالم لن يقطع المسافات من أجل الالتحاق به ولن يُدخل نفسه في معمعة الرياضة العراقية ومشاكلها التي لا تنتهي " فحدثوا العاقل بما لا يعقل فإن صدق فلا عقل له".
فقد تم قتل العديد من المواهب العراقية في الدوريات الاوروبية دون اسباب مقنعة ولو تم التعامل معهم بشكلٍ افضل وبطريقة احترافية لكانوا من اعمدة منتخباتنا الوطنية كونهم يمتلكون المميزات الفنية والثقافة الكروية وأفضل من الكثير ممن يتواجد حالياً مع المنتخبات الوطنية.
0 تعليقات