شَخصِيات وأحداث في ذكرى استشهاد الحاج منير القافلي بقلم إبراهيم قصاب
ولد المناضل التركماني منير برهان رشيد القافلي عام 1959 في محلة صاري كهية بمدينة كركوك من أبوين تركمانيين وينتمي الى عائلة القافلي التركمانية المعروفة في كركوك,كان والده موظفاً للمالية يتنقل بين النواحي والاقضية واستقرت العائلة في قضاء الخالص (ديلتاوة) في ديالى حين كان مدير مال القضاء, وأحيل على التقاعد واستقر هناك, أكمل دراسته الابتدائية والثانوية في كركوك ثم أكمل دراسته المسائية في معهد الإدارة في جامعة المستنصرية ببغداد، عمل في شركة تركية للمقاولات, نمى عنده الروح الوطنية والقومية منذ أيام الدراسة الثانوية وعمل في السياسة وكان من المعارضين لقرارات النظام السابق ضد الشعب التركماني ومنها سياسة التعريب وممارسة تغيير القومية في كركوك, اتصف بالتسامح والحنان والصدق والإخلاص ومساعدة الآخرين والحلم و سعة الصدر وعدم الحقد والتواضع , يمتلك لسانا طيبا لا يتكلم الا الكلام الطيب والمفيد ويكون لبقا في التكلم والتعامل مع الاخرين فلا يؤذيهم بلسانه وهو يتمنى دائما الخير للجميع ويؤاثر غيره على نفسه وهو ايضا الذي يلتزم بدينه ويحترم اهله ويقدرهم ولا يكون في قلبه حقد على احد ولا يحسد ولا يتذمر ابدا , دائماً ما يقوم بفعل الخير وتقديمه الى الناس , واذا واجه أي شخص مشكلة يقدم له المساعة اذا كان قادراً على تقديمها , سواء معنوية أو مادية , ولا يكف عن تقديم الفائدة للناس , ودائماً ما يحسن الظن بالناس بغض النظر ماذا يواجه منهم أو ما صدر منهم , وله نظرة ايجابية بالناس و بالمجتمع ودائما يريد اصلاح المجتمع والناس بتفاؤول على أمل تغير المجتمع للأفضل . القي القبض عليه من قبل المخابرات العامة في1980/10/27 وأحيل الى محكمة الثورة بتهمة الإخلال بأمن الدولة وحكم عليه بالسجن المؤبد، وتعرض خلال فترة التحقيقات الى أبشع أساليب التعذيب النفسي والجسدي من قبل أفراد الأجهزة المخابرات العامة في سجن أبو غريب قسم الأحكام الخاصة ، وأكمل مدة الحكم عشرين سنة وتسعة أشهر في السجن وأطلق سراحه بقرار العفو في آب عام 2002. بعد إطلاق سراحه ونظرا للمضايقات الامنية اضطر للهرب الى دولة سوريا ومنها الى لبنان ولم يستقر هناك بل اتجه الى دولة تركيا ثم عاد لشمال العراق الى مدينة اربيل والتحق بالمعارضة العراقية اواخر العام 2002 وانخرط في البداية ضمن صفوف الحزب الوطني التركماني العراقي ثم ضمن الدائرة السياسية للجبهة التركمانية العراقية حيث كان مديرا للادارة ، وبعد سقوط النظام كان من الأوائل الذين دخلوا كركوك يوم 10نيسان 2003 ، وعمل ضمن صفوف الحركة القومية التركمانية في كركوك واستلم منصب سكرتير عام الحركة, وفي عام 2007 عمل ضمن تشكيلات الجبهة التركمانية العراقية واستلم منصب رئيس الدائرة الانتخابية في الجبهة ثم ترشح عنها في عضوية الكتلة التركمانية بمجلس مدينة كركوك واستلم منصب رئيس مجلس مدينة كركوك، وعمل بكل جد وتفان لخدمة أبناء مدينة كركوك بجميع مكوناته وأطيافه, وفي عام 2013 ترشح لعضوية الهيئة التنفيذية للجبهة التركمانية العراقية واستلم مسؤولية منظمات المجتمع المدني التركماني اضافة الى مسؤولياته في دائرة الانتخابات الجبهة التركمانية العراقية، وعمل بكل جد واخلاص وبأخلاق ثورية عالية من اجل خدمة القضية التركمانية العادلة وبرز نشاطه خصوصاً خلال فترة انتخابات مجالس المحافظات لعام 2009 والانتخابات البرلمانية عام 2010 وانتخابات مجالس المحافظات لعام 2013 والانتخابات البرلمانية لعام 2014 حيث كان يتصف بالحلم والصبر والمحبة ويدعو الجميع الى السلم والسلام والألفة والاخوة ويعمل بروح عالية من الشعور الوطني والأخلاقي الثوري العالي, لقد اغتيل المناضل التركماني منير برهان القافلي ظهر يوم الثلاثاء الموافق2014/6/24 إثناء عودته إلى البيت من وظيفته في مجلس مدينة كركوك نتيجة عملية إرهابية جبانة وبسلاح كاتم الصوت, السيرة التاريخية المشرفة للشهيد كانت شوكة في عيون الحاقدين من الذي تلطخت أيديهم بدمه الطاهرة والذي لم يتمكنوا من السكوت أمام صوت الحق المطالب دائما بحقوق الشعب المظلوم. لم يحني راسه سوى لخالقه, لم برعبه التعذيب والترهيب في سجون البعث, ولم يُغرِه الاغراات المالية والمناصب العالية ليتخلى عن مبادئه وشعوره العالي بالمسؤلية تجاه شعبه وبلده, لم يخف من الموت ابدا لانه كان مطمئنا بان كل شيء يجري بامر الله سبحانه وتعالى, غفر الله للحاج منير القافلي وادخله في قافلة الشهداء ورضى عنه وارضاه. ابراهيم قصاب
0 تعليقات