حكاية الأيام
بقلم:_ وجدي نيازالدين أكبر الحلقة الثالثة
وما الشعر الا شعور متكامنة في أغوار النفوس الموهوبة تلد مع ولادتها وتنمو مع نمو ادراكها وتتفجر حينما تصل الى حد الوعاء حينئذ تعلن انها نفس تصوغ الشعر بما يروق لها ، أنا بصرت للدنيا قبل خمس عقود من الزمن في مدينتي طوز خورماتو فوجدتها أنها زاخرة بالشعر والأدب فيها ينابيع لاتنضب عطاؤها من فطاحلة الشعراء من المغفور لهم ( حسن كوره م ، علي معروف أوغلو ، حسين علي مبارك ، هاشم رشاد آق صو ____وغيرهم) ورأيت الناس رجالا ونساءا كلما كانوا يتكلمون عن أمور أو حدث يأتون للمناسبة رباعية لأثباتها أولتمجيدها ، مناسبات االفرح عندنا كانت تجري بالعلن لحد الثمانينات من القرن الماضي سواء أتكون زفافا أو طهورا حيث كانت تدعى كل الأحبة والمعارف اليها حتى تنسجم النفوس الطيبة ببعضها ولقضاء أمتع الأوقات ، ثمة وسائل كانت تشجع الفتيان و الشباب ليجيدوا فن تعلم الخوريات والمقامات والغناء ، أتذكر عام 1967م في حينه كنت صف ثاني ابتدائي في مدرسة النهضة (قالقنما) حسان بن ثابت حاليا كان لنا معلم نشيد من أهل عاصمتنا بغداد الحبيبة ألأستاذ جميل البغدادي فنان عازف على العود علمنا نطق النشيد مع ايقاع العود كان يحلو لنا ذلك الجو المنعش ، في مطلع السبعينات من القرن المنصرم وتحديدا سنة 1970م وهي سنة فرحت النفوس التركمانية على قرار الحكومة آنذاك في يوم 24/1/1970م باعطاء حق للتركمان التعلم بلغتهم (لغة الأم) في المدارس الأبتدائية التركمانية فبدأت الأناشيد التركمانية تتصدح من حناجر تلاميذ التركمان وكان نشيد (آند أولسون) الوحيد رواجا في المدارس التركمانية وذات يوم نحن في صف الخامس الأبتدائي الأستاذ رضا زين العابدين موسى رحمه الله وهو معلمنا معلم النشيد ألمحنا بأننا اكتفينا من نشيد(آند أولسون) نعم كل شيء يتكرر يوميا يملل المتلقي وقال ماذا رأيكم يا أبنائي حول فكرتي اذا أأخذ موافقة المدير لتتهيأون وتتدربون على أداء المقامات والخوريات بدل النشيد في درس النشيد وكل من يأتي بآلة بسيطة من ناي أوايقاع فنحن نسمح له فتمت الموافقة وكانت الدرجات تعطى حسب اجادة الخوريات وكان من المشاركين من زملائي(أكرم حقي ، حاج هاشم علي شهباز ، رضا زين العابدين كوثر ، رسول شكر جمعة) تزاملت مع الأخ رسول شكر جمعة في المرحلتين الابتدائية والثانوية كنت أتابعه عن كثب قابليته الأدبية في كتابة الشعر رغم انه ترك الوظيفة أيام الحصار الظالم على العراق وعمل في مهنة القصابة حتى أمسى قصابا محترفا ومعروفا بين الناس وموضع ثقة في بيعه اللحوم الطازجة السليمة ونال لقب (رسول قصاب) بين أبناء مدينته وبعد الأحتلال الأمريكي للعراق بسقوط نظام صدام حسين يوم 8/4/2003م عاد الى الوظيفة وصرت معه في نفس الدائرة في مستشفى طوز العام في أحد الأيام روى لي بعض من رباعيته تئن من الوضع الزائف في بلدنا العراق الحبيب والمتجثم على قلوب العراقيين جميعا وأخترت لكم أربع منها قالها الشاعر(رسول شكر قصاب) في عام 2007م وفي كل واحدة مغزى وعبرة وهي كالآتي:_
وروب قوخي كشميري
غاز نفط يوخ آش بيشمري
نجه بير وقت أولوبتو
قييغ أله دوشمري
مفاده :_يعبر فيها عن أزمة المحروقات من غاز ونفط في بداية سقوط النظام البائد ومدى معاناة أهل المدينة للحصول عليها كما كان في السابق .
كليب مواد باراسي
باخ هاردادي سراسي
فقير أون بين خاطريجين
بكله ر يوختي جاراسي
تعبير رائع عن الفرد العراقي المغلوب على أمره يقف في اصطفاف طويلة لأجل استلام(10)آلآف دينار منحة الدولة لكل نفر عراقي بمناسبة عيد الفطر المبارك ولم يستلمها المواطن الا بعد انقضاء عيد الأضحى المبارك وبشق الأنفس .
سرا دورون سرايدان
نفط كلميب أو آيدان
عراق نفطته أوزوري
نفط تابموريغ بارايدان
هنا يعبر عن أستيائه حين يرى المواطنين يقفون صفا ولساعات طويلة بداية الأحتلال الأمريكي للعراق وقبل تشكيل الحكومة الأتحادية لأجل الحصول على 50لتر نفط علما ان العراق يعوم في بحار من النفط .
فافونويدان ميسيده ن
ئولدوغ لاله هيسيده ن
داها نانجا قالاجاغ
بومملكت بيسيده ن
هذه الرباعية أطلقها الشاعر (رسول قصاب) في حينه لم يكن هناك مصابيح شحن للانارة كالآن في بداية السقوط لم يكن هناك تقنيات للانارة بل الناس عند انقطاع التيار الكهربائي يضطر أن يشعل الشموع والفوانيس ويحتم عليه أن يتحمل عبء دخانه ومظاره للجهاز التنفسي وكذلك عقب الأحتلال وقبل تشكيل الحكومة العراقية اتسخت المدن العراقية بأكوام من النفايات لعدم وجود تعيينات موظفين الخدمات في بلديات المدن في عين الوقت كان أكثر الناس يمتهنون تهريب الألمنيوم والنحاس الى خارج القطر، هذا لا يسعني الا ان أقدم احترامي وتقديري لكل متابعي حكاياتي ولهم مني أطيب التحيات
0 تعليقات