حوار : هاله عبدالكريم
رفاه حسن :
مهندسة برمجيات والمدير التنفيذي لمجلة طموح IT
لكل عمل بداية وبدايتكِ تأسيس مجلة ماهو سبب اختياركِ لمثل هكذا مشروع ؟
بحكم اختصاصي كمهندسة برمجيات ومن خلال مشاركاتي في النشاطات و الفعاليات التي تقام في العراق بخصوص مجال تكنولوجيا المعلومات بشكل عام لاحظت انهُ يوجد نشاط في المجتمع التقني العراقي متمثل في اقامة المؤتمرات والفعاليات والنشاطات والانجازات التقنية، ولقد كان واضحا المجهود الذي يبذله الشباب في التطوير من انفسهم وامكانياتهم ويثبتون وجودهم في هذا المجتمع الكبير الذي يتطور يوماً بعد الاخر ومن هنا طرأت لي فكرة أنه من المفترض أن تكون هناك جهة إعلامية مخصصة لتسيلط الضوء على نشاط هذه الفئة ومن هنا انطلقت فكرة المجلة مجلة "طموحIT".
الدعم والتشجيع
من الذي شجعكِ حول هذا المشروع ؟
عائلتي والدي و والدتي ، الحمد لله الاهل كانوا مشجعين جداً لي للقيام بكذا خطوة فكـنت أتناقش مع والدي قرابة الشهر حول هذه الفكرة وقد شجعني كثيرا وقال لي ان أعمل على هذا المشروع واقوم بتطويره على الرغم من ترددي.
بداية الانطلاق
كل بداية لها صعوبات وتعتريها اخفاقات فما هي المشاكل التي واجهتكِ في انشاء المجلة؟
يوجد العديد من المشاكل التي من الممكن أن تواجه كل أمرآة في بداية مشوارها لبناء مشروعها الخاص فهي تواجه مشاكل بحكم المجتمع ونظرته لها والعادات والتقاليد وغيرها ، ولكن وبفضل دعم عائلتي لم تكن تشكل هذه الجزئية عقبة في طريقي لكن تبقى خوفهم الدائم علينا من مواجهة الحياة بمفردنا وكنت احترم ذلك بشدة، ومع ذلك تمكنا انا وفريقي من انجاز عملنا وتغطية الفعاليات التقنية في مختلف المحافظات العراقية.
اما عن التمويل فعلى الرغم من ان هذه المشكلة يعاني منها الرجال والنساء على حد سواء الا ان النساء تعاني منها بشكل مضاعف وخصوصا في مجتمعنا العربي والشرق اوسطي والاسباب متعددة اهمها نظرة المجتمع للمراة وانحسار دورها في البيوت وانعدام الثقة بأمكانيتها لأتخاذ القرارات الحاسمة مع ان الكثير من النماذج النسائية في مجتمعنا اثبتت عكس ذلك تماما.
اختيار الاسم
ماسبب أختيار اسم "طموح" للمجلة ؟
اختار الفريق ان يكون الاسم بهذا الشكل فمنذ البداية اعتمدنا مبدا التصويت والمشاركة في اتخاذ القرارات ولقد تم طرح عدة اسماء وبعد التصويت اخترنا اسم طموحIT وكانت هذه التسمية من منطلق طموحنا ورغبتنا في تقديم الافضل للمجتمع التقني العراقي اما عن IT فهي تعود لكون الفريق مكون من المتخصصين في مجالات تكنولوجيا المعلومات المختلفة.
الدافع
من المتعارف أن من يقوم بتأسيس مجلة أو جريدة يكون في الغالب رجلاً فما الذي دفعكِ للدخول في هذا المجال؟
والدي ، كونه كاتب واعلامي واستاذ حاصل على شهادة الدكتوراه في اللغة العربية فقد كان الداعم الأول لي منذ الصغر وعلى اختلاف مراحلنا العمرية واختلاف المواهب التي اظهرناها فعندما يجدنا نرسم يقوم يتشجيعنا على الرسم وعندما اكتشف وسع مخيلتنا كان يجمعنا كل ليلة لنقص عليه قصة جديدة باللغة العربية الفصحى وبهذا يمكن القول انني نشأت على كتابة وقراءة القصص في اللغة العربية الفصحى فقد كان الموضوع وراثة .
نصيحة
الحياة امـا تكون مغامرة جريئة أو لاشيء ، فما هي النصيحة التي تقدميها للأنسان الطموح ؟
لاتتردد ، عندما تكون هناك فكرة معينة تدور في خاطرك او هدف او طموح لا تتردد اعمل عليها حتى النجاح والتفوق ، احياناً نلاحظ ان الشخص ينجح الى حد معين ومع مرور الوقت سوف يواجه مرحلة صعبة ويترك نجاحه السابق وهدفه فالصعوبات والفشل هي مراحل نمر بها على طول فترة حياتنا فمثلاً اليوم ننجح غداً نفشل وهكذا فنجاحك لن يدوم الى الابد وفشلك كذلك وهذا مايجب ان تضع في عقلك عندما تأخذ أي خطوة في طريقك الخاص وتذكر لابد من العمل على الأهداف وتحقيقها مهما كانت صعبة وخصوصاً في وقتنا الحاضر وجود الأنترنت والسوشيال ميديا مكن أي شخص أن يبدأ مشروعه الخاص وهو جالس في منزله.
وجهة نظر
من وجهة نظرك بماذا يمكن ان يقوم شخص ما تتوفر لديه المهارات ولكن لاتتوفر لديه التمويل المادي الكافي لتنفيذ مشروع خاص به ؟
نحن اليوم وفي هذا الوقت ومع التطور التكنولوجي المتسارع تكفينا امكانيات بسيطة لنبدأ من خلالها ونقوم بتطويرها بالتدريج لان الامكانيات ليست مطلوبة بشكل كبير بقدر ما مطلوب العمل على الفكرة وتطويرها وعمل أساس قوي لها والترويج لها بالشكل المطلوب من خلال استخدام السوشيال ميديا فحتى الشركات الكبيرة والمعروفة تعتمد بالترويج لمنتجاتها على السوشيال ميديا أذن فكل مايتطلبه الامر ان "تبدأ" وان تبعد عنك التردد والتفكير المفرط في امكانية النجاح والفشل لأنك لن تعرف ذلك مالم تجرب.
فرص المشاريع الناشئة
ان العالم يفسح الطريق لأي شخص في وقتنا الحالي لتكوين مشاريع مفيدة وناجحة ماهي رؤيتك في هذا الجانب . وهل بلدنا مؤهل لأقامة مثل هذه المشاريع ؟
ذكرنا سابقا ان الامكانيات موجودة وان اي مشروع مدروس كل مايحتاج اليه هو اخذ الخطوة الاولى فقط ، اما بالنسبة لبلدنا فهو بيئة متاحة ومؤهلة لأقامة مثل هكذا مشاريع تعود بالنفع والفائدة عليه وعلى أفراد مجتمعه لكن تبقى الفكرة هي بالكيفية التي يمكن من خلالها مواجهة المشاكل والتحديات التي يعيشها الشباب الطموحين واصحاب المشاريع في العراق اليوم من التنظيم الصحيح للعمل داخل القطاعات مما يضمن حقوق اصحاب المشاريع وموظفيهم ويمكن التغلب عليها من خلال تفعيل قانون حماية ودعم هذه المشاريع من قِبل الحكومة كما هو الحال في البلدان المتطورة .
دورات تدريبية
من المعروف ان مجلتكِ تقيم دورات الكترونية مجانية في مجالات عدة ماهو الدافع لأقامة مثل هذه الدورات. وهل تحصل على قبول من الجمهور المتابع ؟
لقد كان الهدف من المجلة في الاساس هو مساعدة الشباب المهتمين سواء كان طالب أو مختص أو مجرد متهم في مجال التكنولوجيا أو تكنولوجيا المعلومات IT من خلال القيام بتقديم محاضرات لتوجيه الشباب للمسار الصحيح للخوض في غمار العمل في المجالات التقنية المختلفة ، اما عن عملنا الأساسي فهو تغطية النشاطات التي يقوم بها الشباب اذا كانت ورش أو مؤتمرات أو فعاليات في الجامعات في بغداد ومختلف المحافظات العراقية كافة لغرض تشجيع الشباب الطموح. وخلال فترة جائحة كورونا أصبح التوجه الكتروني وبالتأكيد حاولنا مواكبة هذ التغيير من خلال تقديم محاضرات الكترونية لتوجيه الشباب الى كيفية استثمار وقتهم خلال فترة الجائحة من خلال تنمية المهارات المطلوبة في سوق العمل.
ولقد لاحظنا تفاعل الشباب الكبير مع هذه المحاضرات من خلال حضورهم المستمر لمختلف المحاضرات التي اقمناها خلال تلك الفترة مما شجعنا على تقديم المزيد.
النجاح والفشل
العديد من الناس لايمنحون النجاح محاولة أخرى يفشلون مرة وينتهي الأمر، هل واجهت ضربات فشل مؤلمة. وهل أثرت على مسيرتك المهنية والعملية؟
يمكنني القول انني واجهت ضربة فشل قبل تأسيس المجلة لكن هذه الضربة أثرت بشكل إيجابي على مسيرتي العملية، فعندما كنت صغيرة كنت احلم ان اختص في مجال التكنولوجيا والحاسوب ولقد نجحت في النهاية في دخول هذا المجال لكنني اخفقت عند انتقالي من مرحلة الإعدادية الى الجامعة بسبب الفروقات المتعددة من ناحية اللغة وغيرها من الأمور التي كانت بمثابة تحديات بالنسبة لي وخصوصاً كان انتشار الاستعمال الواسع الانترنت جديدا على مجتمعنا ناهيك عن استثماره في الدراسة وايجاد الحلول للمشاكل التي كانت تواجهنا خلال وهذا ما أثر على دراستي في الجامعة والتي لم تكن بالمستوى الذي أطمح اليه حيث اصبحت لدي احباطات انذاك بسبب عدم الحصول على العديد من المعلومات التي اكتشفتها في وقت لاحق ومتأخر. لكن وبعد تخرجي بعد أن تلقيت النصيحة التي كنت بحاجة اليها بدأت بالعمل على نفسي وبدأت بتطوير مهاراتي وحاولت قدر الإمكان تعويض جميع ما فاتني.
سر التميز
ماهو سر النجاح والتميز في العمل؟
الحب ، لقد كان حبي وشغفي لما اقوم به هو الدافع الاول للاستمرار رغم كل الظروف الصعبة التي مررنا بها انا وفريقي فالعمل على تقديم مادة علمية بشكل تطوعي ليس بالعمل السهل ولكن كان دافعنا للعمل يتمثل في حبنا لما نقوم به وكان هذا هو سر الاستمرار الذي يسألنا عنه الجميع لقد آمنا بالهدف الذي جمعنا وسعينا دائما الى تقديم افضل مالدينا لتقديم افضل صورة عن المجتمع التقني العراقي ولرفد الشباب بأخر اخبار التكنولوجيا حول العالم واثراء المحتوى التقني العربي.
0 تعليقات