عراق

المطرب علي قلعـه لي…( علاءالدين بهاءالدين عبدالوهاب) صوتٌ خرج من أزقّة التاريخ



                    بقلم اورهان كركوكلى 
وُلد المطرب علي قلعـه لي في قلب قلعة كركوك عام 1931، وترعرع بين أزقتها القديمة التي كانت تفيض بالحياة والتراث. منذ صغره، كان يحمل في حنجرته نبرةً فريدة، وصوتاً ينساب كالماء بين بيوت القلعة، فكان الغناء عشقه الأول والأخير.
افتتح محله المعروف باسم "مكوى القلعة" قرب سينما أطلس في كركوك، ولم يكن مجرد محل، بل صار مجلساً يجتمع فيه الشعراء والمطربون، أمثال المطرب سامي جلالي و تحسين جو مُرد وغيرهما من أهل الفن. هناك، كان علي قلعـه لي يترك بصمته العميقة في قراءة الغزل وأغاني التراث، حتى أصبح اسمه جزءاً من ذاكرة المدينة.
سجّل عدداً من الأغاني في الإذاعة والتلفزيون، وانتشر صوته بين الناس بصدق وإحساس لا يُشبه إلا تلك الحارات القديمة التي خرج منها.
وفي سنواته الأخيرة، وبعد أن هُجّر من قلعة كركوك، كان يقف على جسر الشهداء ينظر إلى مدينته التي أحبها، وتغلبه الدموع كلما تذكّر الأزقة والحجارة والوجوه التي تركها خلفه. ظلّت الحسرة ساكنة في عينيه حتى أغمضهما عام 1998، ودُفن في مقبرة المصلى، حاملاً معه وجع القلعة وذكرياتها إلى الآخرة، ليشكو لربّه ما فعله المجرمون بأهله وبيوته وجدران تاريخه.
هكذا بقي علي قلعـه لي—صوتاً منسيّاً، لكنه خالد في ذاكرة كركوك، وفي قلب كل من عرف معنى الغناء الأصيل.

إرسال تعليق

0 تعليقات