المهندس عمار كهيه
قال الإمام علي (عليه السلام) في وصيته لمالك الأشتر والي مصر:
«الله الله في الطبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم، والمساكين والمحتاجين، وأهل البؤسى والزمنى، فإن في هذه الطبقة قانعاً ومعتراً. واحفظ لله ما استحفظك من حقه فيهم، واجعل لهم قسماً من بيت مالك».
انطلاقًا من هذا النهج الإنساني العادل، نرفع صوتنا اليوم إزاء ما يجري في كركوك من مشروع لتحويل مقايس الكهرباء، الذي وصفه البعض بالخصخصة فيما يسميه آخرون بـ”التحول الذكي”، وكأنه حل لمشكلات الطاقة في المحافظة، بينما هو في حقيقته أسلوب قاسٍ ومجحف يُعامل فيه المواطن كأنه عدو لا صاحب حق.
لقد انتظر أبناء كركوك أكثر من (15) عامًا لانتخاب مجلسهم المحلي، وأثبتوا حرصهم على التغيير بمشاركة انتخابية تجاوزت (64%)، وهي الأعلى على مستوى العراق، ظنًّا منهم أن أوضاعهم ستتحسن من حالٍ إلى حال. لكنهم اليوم يُصدمون بمشروع اتحادي–محلي مشترك يهز ثقتهم بمن انتخبوهم ويمثلونهم.
والأغرب من ذلك أن يتم اختيار قطاع قورية، وهو قطاع تسكنه غالبية تركمانية ومكونات كركوك وطبقة مثقفة ملتزمة بدفع فواتير الكهرباء رغم مستواهم المعاشي ، ليكون بداية التجربة.
ورغم احتجاج المواطنين بتجمعات شعبية وبيانات واضحة، ورغم التصريحات والزيارات التي قام بها النواب، إلا أن المقاول المنفّذ يبدو أنه يمتلك قوة تفوق سلطة النائب وصلاحياته الرقابية.
وعليه، فإننا نطالب مجلس محافظة كركوك المنتخب بعقد جلسة طارئة لمناقشة أوليات المشروع وإيقاف تنفيذه، لحين الخروج بمقترحات تصب في مصلحة الشعب بعيدًا عن مصالح المقاولين والمستثمرين وحلفائهم من أصحاب القرار. كما ندعو وزارة الكهرباء إلى إثبات مصداقيتها عبر:
1. تجهيز المناطق المشمولة بالمشروع بالكهرباء لمدة (24) ساعة متواصلة اسوة بالعاصمة بغداد
2. توفير العدادات الذكية وكافة المستلزمات مجانًا للمواطن جميعا دون استثناء من يملك مقياس او لا يملكه ملك صرف او زراعي
3. رفع المولدات الأهلية من هذه المناطق اسوة بما قام به مجلس محافظة بغداد مع مناطق مشمولة لإثبات حسن النية وثقة المواطن بالإدارة والمشروع
4. عدم تدخل المقاول او مستثمر بديون السابقة لقطاع الخاص والمواطنين حاليا لانه يفتح باب ابتزاز والديون من حق الدولة وليس مستثمر
5. شمول مدينة كركوك بكافة قطاعات دون استثناء وعدم تمييز عرقي وطائفي بين مكونات كركوك تحت عناوين وشعارات وطنية
وعندها فقط سيتضح إن كان المواطن هو المقصّر أم أن المستفيد الحقيقي هو المقاول ( المستثمر ) و … “أصدقاء المقاول”.
إن استمرار هذا النهج ستكون له انعكاسات سلبية على ثقة الناخبين في الانتخابات النيابية القادمة، وعليه يجب أن تكون الأولوية لخدمة المواطن، لا تحميله أعباءً إضافية
جمعتكم مبارك
عمار كهية
0 تعليقات