عراق

حكاية الأيام

 





بقلم:- وجدي نيازالدين أكبر   حلقه (69)
خلال مسيرة حياتي شاهدت منزلين متجاورين مبنيين على طراز واحد صاحبيهما كانا بمستوى واحد من الثراء ، بعد مرور سنين طوال وجدت ساكني احدى الدارين يرفلون في عيش رغيد من سعادة وسرور أيامهم تنقضي كلها بالفرح كأن أيامهم كلها أعيادا بينما ساكني الدار الأخرى أوقاتهم كلها تسير بالآهات والحسرات والنحيب طول العام كأنهم في مأتم دائم وعلى ضوء هذه الفكرة نظمت رباعية تركمانية وهي تصف المشهد بالتمام:-
گولي طوپلاديم ده سته
أونودا ويرديم دوسته
ايو وار دايم كيفته دي
ايوده وار دائم ياسته
مؤداها باللغة العربية:
جمعت الورود في باقة
أهديتها الى الحبيبة
بيت يرفل في سعادة
ثم بيت في مأتم دائم
بعد بحثي الدقيق حول الموضوع اتضح لي بأن البيت السعيد كان بادارة الأب ذو العقل النير حيث كان متفاهما مع أفراد أسرته ويحترم آرائهم ويلبي مطالبهم ويقضي حوائجهم بكل امتنان ، بينما البيت التعيس كان بادارة الأب ذو العقل المظلم المستبد برأيه لايدع لأبنائه مجالا لطرح آرآئهم ولا يصغي الى معاناتهم ولايلبي متطلباتهم أفراد الأسرة أرغموا بهذه المعيشة السوداء وشتان بين العقل النير والعقل المظلم ، حملة العقول النيرة بغض النظر عن انتمائاتهم الدينية يتحلون بالذوق الرفيع في أداء مهامهم سواءا في وظائفهم أوفي مهنهم وهم على قدر من المسؤولية وهم أصحاب الضمائر الحية لاتهزهم العواصف الفاسدة خطواتهم تكون سديدة وصائبة ووفق القانون في خدمة شعبهم ووطنهم هؤلاء فضلا لكفائاتهم في أعمالهم وهم أيضا يحملون في دواخلهم مواهب متعددة منها ألأدب(شعر ونثر) والفنون الجميلة من نحت ورسم وتمثيل وموسيقى وغناء فمثلا ترى انسانا مهنته الطبيب في عين الوقت هو شاعر كذلك هو مهندس موهبته الموسيقى أو التمثيل وهكذا الأخ عبدالأمير مهدي قصاب هو صديقي العمر وهو ابن مدينتنا طوز خورماتو من مواليد عام 1961م وهو الآن أستاذ جامعي كذلك هو فنان موهوب في أداء أصول المقام والغناء وهو صاحب صوت رخيم منذ صباه كان مولعا في ترنيم الغناء ، لما كان هو تلميذا في الصف الخامس الابتدائي بالتحديد عام1972م في مدرسة آق صو الابتدائية وهو من الأعوام التي أعطي للتركمان حق التعلم في المدرسة من قبل الحكومة بلغتهم لغة الأم أختاره الأستاذ حلمي أحمد مهدي آق صو معلم النشيد والموسيقى أن ينشد لزملاء صفه ويعلمهم أصول أداء النشيد وبقي النشيد محفوظا في ذاكرة الأستاذ عبدالأميرالى يومنا هذا الذي مضى عليه أكثر من خمس عقود من الزمن قبل شهر فوجئت بفيديو منشور في صفحة فيس بوك للأخ عبدالأمير ففتحته واذا نشيد  بصوت الأستاذ عبدالأمير يتغن لحب الوطن والذود عنه بالغالي والنفيس راق لي النشيد وسجلته في قرطاس فور سماعي به ود دت أن تكون القصيدة هذه الحلقة من سلسلة  حلقات كتاباتي (حكاية الأيام) لاشك القصيدة رائعة رزنة تهز سامعها من كيانه انها من النوادر وأنا أسمعها لأول مرة ولا يسعني الا أن أدعوا الله أن يرحم الأستاذ حلمي أحمد مهدي آق صو كان من مواليد عشرينيات القرن الماضي الذي كان يعتز بوطنه وشعبه وقوميته التركمانية وهوأنبق في منظره وترك أثرا طيبا في نفوسنا بهذه القصيدة الرائعة في حب الوطن لروحه السلام والذكر الطيب هذا واليكم القصيدة :-
مكتبلييغ آرخاداشلار بيردير بيزيم يوردوميز
يورومغدير چاليشماغدير وطنيچين بورجيميز
جان ويره ليم شآن آلآليم شو أوغوردا هپيميز
ياطاغيميز طاشتان أولسا يورغانيميز ياپراغدان
واز گيچمه ريغ بو طوپراغتان بوهيبتلي عراقتان
يورويه ليم آجداديميز بو يوللاردا يورودي
نيجه آصلان كميكله دي بوطوپراغدا چورودي
وطن عشقي غيري بيزيم سينه ميزي بورودي
مؤداها باللغة العربية:-
أيها ألأصدقاء نحن دعاة الثقافة يشدنا الوطن الواحد
السعي والعمل من أجل الوطن ذلك في ذمتنا دين
نفدي بأرواحنا لنرتقي شأنا
هذا دأب كلنا في هذا السبيل
لسلامة وطننا الحبيب نرضى
أن يكون فراشنا من حجر
ولحافنا من ورق الشجر
لانحيد عن ترابنا العزيز
عن عراقنا المهيب
نسير كما سار أجدادنا في هذا الطريق
انه طريق الأسود التي تخضم الفرائس
وتفني عمرها على ترابها الأصيل
وما عشقنا الا عشق الوطن
من هواه صدرنا يذيب 

إرسال تعليق

0 تعليقات