عراق

الدهشة.. والعالم



د. أيوب عبد الحميد

تخيل انك تستيقظ في الصباح وكأنه يومك الأول على كوكب الأرض.. وكذلك هو اليوم الاخير لك عليها..
تصغي للناس والعصافير وكل من حولك.. وكأنك تسمعهم للمرة الأولى.
تبصر تنوع الألوان والأشكال والأحجام بدهشة من اكتشف ان ذاكرته وفية للعيش في الان.

وتتعجب من عدم التناسب الهائل في الامكانيات التقنية الهائلة والذكاء الاصطناعي امام الغباء الإنساني في عدم القدرة على حل المشاكل.. و اللجوء إلى القوة والقتل والابادة باسم حق الاقوى لابسبب قوة الحق.
يفاجؤك حجم الدمار والتلوث الذي صنعه الإنسان على الكوكب الام.
لايدري ان العالم يحتضر بجهل وطمع وجشع الحكومات المحكومة بمصالح المتنفذين الكبار في الصناعة والاقتصاد.

ثم تتذكر.. ان الملايين من الناس يسيرهم اللاوعي أكثر من الوعي وتتحكم بأفكارهم وقناعاتهم مخططات غير عقلانية تم تفعيلها بشفرات اوهام التاريخ واقتباسات منقوصة لنصوص مقدسة تم تأويلها بتحيز معرفي لتلائم توجهات ومصالح ضيقة لفئات تدعي المعرفة والادراك ضمن فئوية تدعي احتكار المعرفة اوالمظلومبة او التهميش او الاستحقاقات التاريخية.. بدون تردد.
ثم تستيقظ من حلمك مبصرا. 


٢ تموز ٢٠٢٤

إرسال تعليق

0 تعليقات