عراق

مغناطيس روما.



—-

ذلك أنهم وطوال أواخر العصور الوسطى زحف على إيطاليا أباطرة ألمان وقادة عسكريون على رأس جيوشهم المدرعة بالحديد ، لقد جاءوا للصلاة عرضًا فحسب ، أرادوا قبل كل شيء أن يبهروا البابوات والإيطاليين بقوتهم وأن ينهبوا دول المدن ( -city states الإيطالية الثائرة ويدمروها تدميرا تاما ، وأن يكافئوا الجبليين Chibellines حزب الإمبراطور ) أصدقاءهم وحلفاءهم المخلصين ، وأن يسحقوا الويلف Guelphs حزب البابا ) أعداءهم . أجل كان في مقدورهم أن يتوجهوا بالسهولة نفسها إلى صقع آخر ، فمثلا كان في استطاعتهم إذا شاءوا أن يجدوا علة لمناوشة سلطان تركيا أو أدواق موسكو العظام ، أو أن يطاردوا الفرسان التيوتون إلى بحر البلطيق ، أو أن يقتفوا أثر الإسكندر الأكبر في طريقه إلى الهند فيغيروا كل تاريخ أوربا ووجه العالم بأسره - ولكنهم فضلوا في معظم الأحيان الارتحال نحو الجنوب وكأن هناك مغناطيسا يجذبهم إليه صاعدين جبال الألب المكسوة بالثلج وهابطين إلى شبه الجزيرة الصخرية الضيقة ، وسط شعب غادر لم يفهمهم ولم يحبهم ، وحيث فرص السلب والنهب ضئيلة في أحسن الأحوال ؛ نقول فضلوا الارتحال إلى الجنوب لأن اسم روما وكل ما أثاره ، ولا يزال يثيره من صور وذكريات فتنهم وبلغ من أمر افتنانهم هذا أن سموا أنفسهم أباطرة رومان ، لا أباطرة ألمان.

بقلم لويجي بارزيني
ترجمة احمد نجيب هاشم

الإيطاليون
ص ٤٧

العنوان مضاف وليس من الكتاب.

إرسال تعليق

0 تعليقات