عراق

يوميات مواطن الحلقة (1)


بقلم/ الرديني


كان يقف في إحدى التقاطعات ويقوم ببيع المياه لاصحاب السيارات التي تنتظر دورها في السير بعد تحول الإشارة من الحمراء الى الخضراء فينتهز أحمد هذه الدقائق التي تعتبر له فرصة ثمينة لبيع المياه، يبلغ احمد من العمر ثمانية سنوات وهو في الصف الثالث ومعه شقيقه محمد الذي يبلغ عشرة سنوات في الصف الرابع  حيث يبيع المناديل، والدهم متوفي ويسكنون مع والدتهم وشقيقتهم في إحد المنازل القريبة من ذلك التقاطع،  حينما تنظر لهم تراهم مبتسمين وملابسهم نظيفه ومرتبه عندما يريد أن يعطي احد الأشخاص نقود اكثر من حقهم اذا كان في بيع المياه ام بيع المناديل يرفضون ويقولون ان الرزق من الله العلي العظيم،  جلست معهم واستمعت إلى قصتهم وكيف وهم بهذه الأعمار يقومون بأعالة عائلة من ايجار ومأكل وملبس ويتحدثون بثقه كبيرة وبتفائل علينا ان نحتضن هكذا أطفال حتى يستمروا بدراستهم ونساعدهم في الاستمرار والالتزام بهذه المبادئ والأخلاق والسلوك الحسن من خلال الوقوف معهم بما يحتاجونه من غير ان نجعلهم يشعرون بأننا نشفق عليهم ولكي نحافظ عليهم من الانجرار إلى الأعمال السيئة التي جعلت اغلب الأطفال يكونون ضحية بين أيدي المجرمين حيث يستغلونهم للعمل لصالحهم في بيع الممنوعات أو في بيع اي شي في جميع الطرقات والتقاطعات لحسابهم الشخصي.وبالنتيجة فأن هذا العمل بحد ذاته يشكل خطر كبير مستقبلا على شريحة الأطفال وعلى المجتمع عامة.

إرسال تعليق

0 تعليقات