عراق

نوستالجيا "وما بعد الوهمُ /رحيم الربيعي





"نوستالجيا "وما بعد 

الوهمُ الذي تعيشهُ ذاكرتي
لا يكشفُ خمار حقيقة العهر الذي تمارسه 
اباحية الواقع بكل اريحية وبأسلوب مقرف 
لا استطيع مقاومة الرجوع 
مما جعلني صادقا في أغلب الاحايين 
دافعا ضريبة صراحتي بخيبات كثيرة  
تجعلني في قبضة العزلة والندامة 
مرتميا في أحضان الاغاني القديمة 
اتصفح ذكريات مراهقة مسروقة 
اردد في نفسي  
"جذاب دولبني الوكت..."
حتى أول حب راودني في معمل النسيج 
ربما تكون " إيناس" وغيرها  
على قائمة الخسارات الثمينة 
احتفظ بالفرص الضائعة 
احرص على جمع الطوابع القديمة 
وانا اتنقل فيها من بلد إلى آخر 
ورائحة الكتب ودكان "بدرية" 
في عدم  الإكتفاء كمرحلة تمهد للحرمان 
تعترض مخيلتي  نستلة "ايك وأم العبد " 
وخبزة تنور الطين المنسية 
و"البثيث" الذي تعده الوالدة ايام الحرب
قاصدا  ثكنات "كتيبة دبابات العز " المذلة 
وحوض الإدامة الذي ترتمس فيه احلام الجنود 
بعد كل هذه الايحاءات المنعشة
 تعكر مزاج النهر وهو يقبل ظل  غيمة 
لا أكذب مرارة الأمس واليوم 
وعدم وجود مايستحق الجلوس على سبيل التأمل 
لا أعرف متى تترفع قناعتي 
وتنحر كل رؤوس الفراغ الملونة 
طالما  لا تتطلع الا ...لاقدام المستقبل 
حتى لا أكون  بندولا مجردا من الوقت
اتارجح هنا ...وهناك 
وحتى لا اصاب بمتلازمة الحنين إلى الماضي 
اعري خدعة  قراري  ...وبلا رجوع 
مهما اقتضت حاجتي للنسيان 
رحيم الربيعي/ ٢٠٢٣

إرسال تعليق

0 تعليقات