عراق

"المحاصرون" إبراهيم قوريالى/ كركوك




الجزء الرابع والأخير 


أحسستُ وكأن ثعبان ما بفحيحه الهادئ يدور حولي بصعوبة بالغة جاء الى مسامعي صوت يصدر ربما من مكبرة صوت التي وضعت بعيداً عن انقاض عمارتنا تنادي بإسمي، ((سيد محمد الحلواني لقد أستطعنا دفع سلك لاقط لكم عسى ان تستطيع الكلام معنا، هل تسمعنا؟ )) نعم اسمعكم، ((نحن أيضًا نسمعك بوضوح من خلال اللاقط السلكي لقد تعرفنا على هويتك من الناجين حاول انْ تحافظ على هدوءك ورباطة جأشك سنحاول إنقاذك وما عليك سوى التصرف بهدوء وحسب تعليماتنا بدقة متناهية وكبيرة لان عائلة كاملة حُوصرت فوقك تماماً واية حركة للوصول اليهم وانقاذهم سيقع السقف عليك مباشرة نحاول جهد ايماننا انقاذكم معاً))، رجاء أخواني عليكم بإنقاذ العائلة فإصابتي بليغة ونزفت من الدماء كثيراً ولا أعتقد انتي سأقاوم أكثر من هذا عائلتي ايضاً محصورة هل لديكم اية معلومات عنها؟ (( أبنتك زهراء بخير وهي تحت رعاية مربية في إحدى الدور الحكومية المخصصة لذلك))، زوجتي وولدي اين هم؟ صمت قاتل من قبل المنقذين! زوجتي مريضة ليس لديها أحد بالله عليكم ابحثوا عنها وانقذوها؟ صمت قاتل ايضاً! ماذا حل بولدي؟ صمت قاتل أيضًا من قبل فرق البحث والإنقاذ! انا لله وانا اليه راجعون حسنا انا راضٍ بإرادة الله فقط أوصيكم بتسليم أبنتي الى شقيقتي التي تسكن في اسطنبول وعنوانها …….. وثانياً انْ تقوم الدولة بدفع الديون المترتبة عليّ الى صاحب العمل والى صاحب الاسواق التي تقع تحت عمارتنا لأواجه ربي بوجه أبيض هل تفعلون هذا؟ ((سنفعل هذا قال احدهم وهو ييكي أنا سأنفذ وصيتك قسماً برب العالمين اطمئن يا اخي))، اجهش فريق الإنقاذ بالبكاء على هذه الكلمات التي لا تصدر الا من رجل ممتلئ قلبه بالايمان والورع.
كلما حاولت تلك العائلة المحصورة فوقي التحرك والنجاة اقترب الهيكل الكونكريتي من رأسي وجسمي لا بأس بهم طالما لديهم فرص للنجاة أعانهم الله وسهل أمرهم والحمدلله على كل شي لله ما اعطى ولله ما أخذ واشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله، 
فرق البحث والانقاذ صرخوا بأعلى اصواتهم يا سيد محمد يا سيد محمد! قال أحدهم :
سَجّلْ ساعة وتاريخ وفاة محمد الحلواني الثلاثاء ١٤ شباط ٢٠٢٣ الساعة الحادية عشرة واربعين دقيقة انتقل الى رحمه الله، 
أسكنه الله فسيح جناته وحشره مع الشهداء والصديقين، محمد الحلواني رقم اضيف لقائمة الشهداء الذين تعدوا  خمسة وثلاثون آلفًا وأكثر.

إرسال تعليق

0 تعليقات