عراق

من موسوعة اعلام تركمان العراق : ناظم نوري الصالحي ( رجل قانون وادارة )



اعداد : نبيل كوزه جي 
الاسم الثلاثي واللقب : سيد ناظم سيد نوري سيد عباس الصالحي
•محل وتاريخ الولادة :  محلة  المُصَلّى -  كركوك , تولد  عام (1930) 
• نشأ وترعرع - مع أخيه الأكبر " سيد فاضل " وأخواته الأربع - تحت ظلال والده  " سيد نوري الصالحي " مستورد الأقمشة ذائع الصيت في عموم العراق، وكنف والدته السيدة " توليار مصطفى.
التحصيل الدراسي: 
• باشر دراسته بمدرسة المُصلّى الإبتدائية، وأكمل المرحلتَين المتوسطة والإعدادية في "ثانوية كركوك" عام (1951).
• قٌبِلَ - أُسوةً بأخيه سيد فاضل الصالحي - لدى كلية الحقوق (قسم القانون) بجامعة بغداد، ونال شهادة البكالوريوس عام (1956).
• تخرّج في " كلية الضباط الإحتياط " عام (1957) وخدم ضابطاً برتبة " ملازم ثانٍ " لدى أحد أفواج " لواء الملكة عالية ".
سيرته الوظيفية :
• عام (1957) تعاقد بصفة " مشاور قانوني " لدى شركة "  Mother Cat" وما لبث أن عُيِّنَ مديراً لمشروعها الضخم لإنشاء الطريق العام الجديد " كركوك - جم جمال – السليمانية – دوكان " قبل أن توقف حكومة "عبدالكريم قاسم" أعمالها بعد إنقلاب (14/تموز/1958).
• ومع إنشغاله بذلك المشروع فقد مارس المحاماة في "كركوك" خلال الأعوام (1958-1963).
• أنشأ أول وكالة للخطوط الجوية الإسكندنافية (S.A.S) العالمية في "كركوك"   (1960-1963).
• ولما كان موعوداً بمناصب إدارية رفيعة عام (1962) فقد رأى ضرورة تطوير أسسه القانونية في مجالات العمل وإتقان اللغة الإنكليزية، فقضى في " إنكلترا " (ستة) أشهر لدراسة " قانون العمل " المعمول به لدى " بريطانيا " والتعمّق بتفاصيله وتطبيقاته.
• وفي عام (1963) عُيِّنَ مديراً عاماً لشركة ( Mother Cat) اللبنانية للمقاولات العامة في " العراق " قبل ترقيته إلى منصب " مدير عام لمنطقة الشرق الأوسط " للشركة نفسها، ومقرّها في " ليبيا " لغاية (1967).
• بعدها عاد الى مدينته كركوك للزواج وبناء الاسرة، وخلال تلك الفترة عاد لممارسة المحاماة في "كركوك" للفترة (1967-1971). 
• في مطلع عام (1969) أُعتُقِلَ - مع عمّه " سيد محمد الصالحي " رئيس غرفة تجارة كركوك" وعدد من الشخصيات التركمانية - وأُودِعَ في سجن " قصر النهاية " ببغداد بتهمة مشاركته - مع صديقه " اللواء الركن إبراهيم فيصل الأنصاري" رئيس أركان الجيش العراقي - بمؤامرة مزعومة على نظام البعث، ولم يُفرَج عنه إلاّ بعد أسابيع لعدم ثبوت الأدلّة وبتدخّل من صديقه "الفريق الطيار الركن حردان التكريتي" وزير الدفاع.
• عُيِّنَ رئيساً لبلدية مدينته العزيزة "كركوك" وخدمها بشكل غير مسبوق وبكل ما أوتِيَ من عزم وتصميم وهِمّة لخمس سنوات متلاحقات (1971-1976)، واضعاً لمساته الأنيقة والمشهودة من حدائق ومتنزهات وطرق وأحياء سكنية وفقاً لتصاميم المدن الحديثة، وكان من أهمّ منجزاته التي ظلّ يفتخر بها "مشروع ماء كركوك" عام (1974).
• خلال تلك الفترة حصل على كتب شكر وتقدير من عدة مؤسسات (نقابة الصناعيين، شركة النفط الوطنية، رئاسة صحة كركوك، ومديرية دور الثقافة الجماهيرية... وغيرها) لتعاونه الوثيق مع تلك المؤسسات وأداء خدمات بلدية كانت بحاجة ماسة إليها.
• نُقٍلَ إلى وزارة البلديات ببغداد بدرجة " معاون مدير عام " لسنتين (1976-1977).
• لتميّزه المشهود لدى ترؤسة لبلدية " كركوك " فقد عُيِّنَ -بأمر خاص- أول رئيس لبلدية " تكريت " عام (1977) بعد تحوّلها من "قضاء" إلى "محافظة صلاح الدين" ولعامَين متتاليَين لغاية (1979)، تاركاً مدينة عامرة تضاعفت منشآتها بنسبة كبيرة للغاية خلال سنتَين إلى جانب علاقات طيّبة وَطَّدَها مع معظم شخصيات المحافظة وأطيافها.
• شغل منصب " مدير عام وكالة " لدى وزارة التخطيط للفترة (1979-1981) قبل تقديمه طلباً شخصياً لأحالته على التقاعد لأسباب صحية، وتمّ ذلك عام (1981)، فإستقر في مدينته الحبيبة متفرّغاً لخدمتها عن طريق بعض المقاولات والخدمات القانونية.
النشاطات والعضويات:
- عام (1958) أُنتُخِبَ عضواً ضمن الدورة الثانية لـ"مجلس إدارة غرفة تجارة كركوك".
- أُنتُخِبَ عضواً ضمن "الهيأة الإدارية لنادي الأخاء التركماني" ببغداد (1964-1966) قبل سفره إلى "ليبيا" على ما آنفنا ذكره.
- عام (1973) أُوفِدَ الى مؤتمر بلديات الدول النامية الذي أُقيم في "فيينا" وزيارة عدد من المدن الاوروبية "لوزان، امستردام، جنيف"  للإطلاع على إدارة بلدياتها والإفادة من خبراتهم ونقل تجاربهم الناجحة إلى الوطن. 
- شغل عضوية "الهيأة الإدارية للجمعيات التعاونية في كركوك" (1992-1999)، وخلالها أكمل دورة القيادات التعاونية في محافظة كركوك سنة (1996).
- ظلّ عضواً نَشِطاً لدى "المجلس البلدي لمدينة كركوك" للمدة (1992-1995).
- واصل عضويّته الفعالة لدى " مجلس الشعب المركزي لمحافظة كركوك " لثمانية أعوام متتاليات (1988-1996).
- ظلّ عاشقاً لـ"كركوك" مُعتَزّاً بإنتمائه لها ووفياً لأهليها، فأسهم بحضوره الدائم في معظم الأنشطة الإجتماعية، فترسّخت علاقاته مع عامة الناس ووشائجه مع كبار المسؤولين وقد أفادته كثيراً في تقديم الخدمات لأجلهم ومتابعة أمورهم دون أي تمييز.
- شهدت مدينة "كركوك" لدى ترؤسه لبلديتها تطوراً ملحوظاً في بناها التحتية وخدماتها الأساس في مناحي العمران وتنظيم الشوارع وإنشاء الحدائق وإقامة المتنزهات، والتي ما زالت ماثلة أمام أنظار أهليها وأحيائها المتنوعة.
- أنشأ صندوقاً خاصاً لدعم الفقراء وخصّص لهم رواتب شهرية من واردات البلدية، وساهم في إملاك أراضٍ سكنية لشخوصهم.
- عُرِفَ بقساوته وشدّة عقوباته إتجاه المخطئ، ومناصرته للمظلوم بعد التحقّق التام من مصداقية الإدعاءات والأقاويل.
- لم يُؤدِ "سيد ناظم" المهمّات الموكَلة إليه جالساً بمكتبه كما يعمل البعض بأساليبهم البيروقراطية، بل كان يتجوّل ويراقب الأعمال اليومية ويتيقّن من نظافة الشوارع منذ الصباح الباكر وبمعدلات يومية قبل أن يحضر الدوام الرسمي ساعة بدئه، وظلّ يستطلع المشاريع التي تحت التنفيذ وُيحاسِب بقسوة أيّ مقصّر في عمله ومن يشكّ في أمانته المالية لحد الدينار الواحد، وكذلك الأداء الوظيفي وعدم إنضباط المواعيد لحدّ الدقيقة الواحدة. إلاّ أنه كان يحافظ على حقوقهم المادية والمعنوية ويتعامل معهم دون تمييز.
- عُرِفَ عنه التصادم مع كبار مسؤولي " كركوك وتكريت " من مستغلّي آليات البلدية ومعدّاتها لأغراضهم الذاتية، وتصرّفه بعنف أزاء أصدقائه وأقربائه وقتما يستشعر بإستثمارهم لمنصبه لمنافعهم الشخصية.
- أُشتُهِرَ بمداخلاته وعلوّ صوته أمام المسؤولين بشأن القرارات الجائرة بمستوى الدولة أزاء التركمان والحَدّ من تعييناتهم بالوظائف وحرمانهم من إقتناء الأملاك في مدنهم ومناطقهم، وإستملاك الدور غصباً في منطقة تسعين. وقدَّم مع عدد من رفاقه طلباً رسمياً بإلغاء تلك القرارات الجائرة التي تقيّد حرية المواطنين. 
- أجاد اللغتين الإنكليزية والتركية فضلا عن اللغات المحلية.
- عُرِفَ عنه حضوره شبه الدائم بالمناسبات الوطنية والقومية والإجتماعية والثقافية ومجالس العزاء لجميع القوميات والأطياف في "كركوك" وضواحيها حتى في أيامه الأخيرة.
- حافظ على إستقلاليته عن الأحزاب وتجرّده من أية إنتماءات سياسية لآخر لحظة من حياته.
- ساهم مع صديقه المقرَّب "الدكتور سالم دوغرامجي" ضمن " الهيأة المؤسسة لجمعية الثقافة والعلوم لتركمان العراق " عام (2003)، وكان ذلك آخر نشاطاته.
- منذ عام (1996) تراجعت صحته شيئاً فشيئاً وبالأخص بعد تعرّضه لعملية جراحية كبرى في عظم الحوض، ولكنه ظلّ يقاوم مرضه المستديم بمعنويات عالية وتشبّث مشهود بالحياة، قبل أن ينتقل لجوار ربّه فجر يوم (الإثنين 16/2/2004) وأضحى في ذمّة الخلود عن عمر ناهز (74) سنة.
بعد رحيله:
• تقديراً لخدماته الجليلة لـ " كركوك " إرتأت بلديتها عام (2009) المتمثّلة بمديرها وموظفيها المعاصِرين بتسمية إحدى ساحات المدينة ( حديقة تقاطع مدخل تسعين ) بإسمه.
المصادر :
1-       الدكتور صبحي ناظم توفيق ( نجل شقيقة المرحوم - مقابلة خاصة معه )
2-  نوري ناظم نوري الصالحي (ابن المرحوم – مقابلة خاصة معه )
3- الدكتور خليل ابراهيم سعيد -  بانوراما كركوك التاريخ والانسان
4- الدكتور عزالدين المحمدي – موسوعة اعلام كركوك المعاصرين -  الطبعة الاولى- بغداد – 2007م

إرسال تعليق

0 تعليقات