هواجس - علي حسين "لن استسلم" دائماً ماكانت خسارات الحروب أكبر من انتصاراتاها فلا يربح بها الشعب الباحث عن لقمة العيش و الطفل الذي ينتظر اباه الجندي والمرأة التي تنتظر الأب والأبن والاخ والزوج ، سامر هو احد اطفال الحروب العبثية التي دخلتها بلادنا بلا أي ذنب سوى انها تمتلك الخيرات من جهة و قادة سذج من جهة أخرى ،كان سامر هو الإبن الوحيد والمدلل لدى اباه والذي دائماً ماكان قريباً منه يداعبه وينظر له على إنه سنده في المستقبل ، في احدى الأيام دخلت البلاد في حرب مع دولة جارة ليذهب ابا سامر إلى الحرب حيث كان يعمل في الطبابة العسكرية منذ أيام شبابه ، بقي ابا سامر مايقارب الثمانية أشهر بعيداً عن عائلته وابنه الذي كان ينظر من نافذة المنزل لعل اباه يعود حاملاً معه قطع الحلوى التي كان يقدمها له يومياً ، وفي احدى المعارك بين الجيشين راح ابا سامر ضحية الرصاص المنهمر من هنا ومن هناك ليترك خلفه طفلاً كان ينتظر حضن الأب المليء بالأمان ، كان عمر سامر حينها أربعة أعوام ، ومع ذلك فقد تكفلت الزوجة الوفية بتربية ابنها الوحيد حتى كبُر وأصبح جندياً مدافعاً عن الوطن ، سامر لم يستسلم لوفاة سنده في الحياة بل مابرح يعمل حتى يساعد امه التي كانت له اماً واباً ، ليتخرج سامر من الثانوية قبل الالتحاق بالجيش ويعمل ليلاً مع نهاراً لتوفير لقمة العيش لعائلته ، وفي الثلاثين من عمره تزوج سامر من امرأة احبها ليُكُون بذلك حياة مستقلة مع زوجة صالحة واربع بنات وولد وحيد وكأنه يخطو بخطوات والده الذي لم يكن له غيره ، سامر يعلمنا بأن الحياة لاتقف عند حد معين فالخسارة هي عندما تتوقف عن العمل والسير نحو ذاتك وليذكرنا بإن الأب قدوة في التحدي والإصرار حتى في غيابه.
0 تعليقات