عراق

العنوان "ماذا كتبت غزل خليل العبيد عن أبيها؟ "


الأديبة غزل خليل العبيد
                     (1 )


في الرابع عشر من تشرين الأول:

أنقبضت روحي عندما تذكرتُ لحظاتنا وأيامنا، أيا مهجة قلبي وسكينة روحي، أن قلبي المتيم متلهف إليكَ، طالَ الإنتظار، وعبق المكانٌ يؤلمني، لا أحد بعدك سند فجميعهم خيبة أمل، أني أهنفُ من شدةِ التوجس والكلفُ أغتنام يحيطُ بي،
متى ستتعقرط أيدينا يا أبي؟
كُلّ لليلة أواسي نفسي بأوهامٍ جذلى تتهادى، تفزعني الترهات حثيثا بصبابة عشقٍ، لن أجدْ شخصٌ أنثرُ لهُ كلمات حُبٍ كما انثرها لكَ.

                    ( 2)
-في التاسع وعشرين من كانون الثاني:

أنني أتوقُ لرؤية عيناكَ و وجهكَ البديع، وآمل أن تتعقرط يدأنا من جديد، متُّ شوقًا يا حبِ، إلى متى سيبقى الغيابُ معذبي؟
الكلفُ يجتاحني وأني عند ذكركَ لطفلة خارثة، هرمتُ من الأنتظار فقد طالَ الصباب يا ملهمي، ليس هنالكَ من أوى إليهِ جميعهم أنت وأنت جفوت، تطلخم التوجسُ بعدكَ، تشدني بجنانكَ الحنون ….

أنني أحنتم الآن متلهفة هيامًا.

إليكَ يا من زرع قلبي حبًّا.

                (   3  )

-في الخامس وعشرون من شباط :

مِتُّ شَوقًا…
تبًا، عدَّ دَجنَ اللَّيلُ يَقتلني
مَرهَمي أنت بوجودكَ مُرَّ همِّي.
دواهي هُم ودواءٌ أنتَ لي
أَيا كُلي والكافُ ظاء
أيا نَسمَتي والنونُ باء
أيا وَتيني بِسقوطِ الياء وبدلَ التاءِ طاء.
نعم، هوَ أبي والألف حاء
أنني أتوقُ، ولَعتُ كَلفًا.
إن عدّتَ فَقُل مَرحبًا أو مرَّ حُبًا وأحيِني.

 أكتبُ لَكَ بعجائبِ لُغَتي، الكلام الإعتيادي لَم يُجدِ نَفعًا.

               (   4  )


في يوم العالمي للأب، كتبت:

أخبرتُكَ في جميعِ رواياتي وكُتُبي وحولَ ما أَكتُب، أُحِبُّك، أنا طِفلَتك الصَغيرَة المُدلَّلَة أخبرتُكَ أنني لا أستطيعُ السَّيرَ وَحدي في هذا المَطاف، أخبرتُكَ أنَّ جميعَهُم ينتظرونَ سقوطَنا، ماذا قُلتَ لي حينَها؟!
أَتَذكُر؟!
أنا أذكُرُ جيدًا، حينَها قُلتَ لي أوَدُّ التاريخَ أن يُسَطِّرَ اسمكِ، فأنا أثِقُ بِابنَتي، أعلمُ أنَّها كَأبيها قَوِيَّة، لا تُهزَم أمَّا عن قوَّتي فَأنا تَعلَمتُ أن أبلَعَ الجُدران كَي أتنَفَس، أُحاربُ المُستحيلَ لأبقَى قوِيَّة، لا يَهزِمُني شَيء، كم عانَيتُ يومًا وسأُعاني أَيضًا حتَّى أصنَع مِن ابنَتي فتاةً قَوِيٌَة كَأبيها.

_لـ الأديبة غزل خليل العبيد

إرسال تعليق

0 تعليقات