بقلم الشاعر جبرائيل سامر
_______________________
نامَ العراقُ ولكنْ جوعُهُ يصحو
وفزَّزَ الآهَ في أحلامنا قمحُ
أبوابُنا عُطِّلتْ لا كفَّ تطرقُها
مذ ألفِ آهٍ علاها الحزنُ والشُّحُّ
وحسرةُ اليتمِ قد عادت تراودنا
آباؤنا كُثُرٌ: فالجوعُ والجرحُ
فيا صديقَ العراقيين معذرةً
جُعنا كثيرًا وممن يُرتجى المنحُ ؟
خبزُ الكرامةِ مجبولٌ بسجدتكم
إلَّاكَ يأبى وينسى خبزَنا الملحُ
يا سيدَ الصبحِ كم من ظلمةٍ هتكتْ
شمسَ العراقِ وصلَّى تحتها الذبحُ ؟
وألفُ (صفِّينَ) قد عادت وكم جَمَلٍ
ولا عليَّ لكي يسمو به الفتحُ
بكوفةِ الفقرا قامت تجارتُهم
وصيَّروكَ عليًّا باسمهِ الربحُ
"أبناءُ من هم" أرادوا الليلَ مملكةً
ومِزْقُ ثوبِكَ منهُ يبزغُ الصبحُ
فاهدمْ من الليلِ أفكارًا وآلهةً
وامضِ الخليلَ الذي ماضرَّهُ اللفحُ
مولايَ ذا الفقرُ فاقتلْ؛ إنهُ رَجُلٌ
سيفُ انتمائكَ كم يحلو بهِ الجُرحُ
يا دمعةَ اللهِ في أحداقِ والدتي
قد شقَّقَ الخدَّ من دعواتِها سَيحُ
يا ربَّ أُمِّي، بأمِّي وهْي باكيةٌ
هل صرتَ نُوحًا لنا لمَّا طغى النَّوحُ ؟
إنَّا انتظارٌ على بابِ اليقين بكم
ويطرقُ البابَ وجهٌ صمتُهُ شرحُ
هل تحملُ السيفَ؟ (حلَّاجـ)ـون يقتلُنا
شكٌّ نبيلٌ بأنْ في كفِّكم قمحُ
فاضربْ بسيفِكَ كم نبعٍ تفجِّرُهُ
للسيف وجهانِ: إذ حربٌ وإذ صلحُ
وسيدُ الصبح لا حربٌ يتوق لها
إلا اليتامى ففي إطعامهم فتحُ
.
جبرائيل

0 تعليقات