- بقلم الكاتبة الناقدة والإعلامية أسيل أحمد أبو غثيث
غالِيَتي، اليَومُ مَوعِدنا، لكنّ هذا المَجيءِ بأجَلِ نَصرِك، لَم أتأخّر بلَهفةٍ واحِدة عن استِعارةِ ضَحِكة من تَوقِ لِقاءِ بَهجَتِكْ، لَم يَهُن علَيّ مُصافَحةُ رِمشٍ بجِفن، وأنتِ بَعد لَم تقُرّ عَينِك
أخيرًا زارَتني المَشيئةُ لأحتَفلَ بعيدِكْ، وأُصرّحُ بمَناسِكَ تَكفينِ خَصمِكْ، وأملَؤ جوعَ مَأمَني، بزيتونُكِ وتينِكْ، ودِفءِ حُرمةِ قُدسِكْ.
وأهتِف باسمي وباسمِ عَشيرَتي؛ نَحنُ في لُجّةِ سَكرةِ فَوزِكْ، إنّي هُنا، أطوفُ باللهم نَصرًا بينَ فَوجِك، أرتَجفُ فَخرًا وألوحُ بيَدي مُشتَعِلةٌ تَباهٍ فيكِ أنا نَجلِكْ، وأرفعُ رايَتي بعُنوانُكِ ووَسمِكْ
أحيا، أموتُ أُبادُ، فِداكِ ولِأجلِكْ، أفرِشُ بِساطي وأُناجي مَولى السّلام عَلى عَرشِك، إنّي هُنا في رُكنٍ ما من رُبوعِ الله الواسِعة، حتى وإن كانتِ البَيداء سأهتِف فيها بينَ حُشودِ البُؤس باسمِكْ.
بَدأ العِراكُ، بل هُو حِراكٌ يَندهُ بالتّحرر من رِجسٍ داسَ طُهرِكْ. من ذَا الذي أجهَر بأنّها حَياة!
ظُلْم، افتراءٌ، ادّعاء! بَل وَحدِك... أنتِ العَيش، ولستُ أبقى إلّا على ذِكرِكْ، ولا ثَمةً أنقى منَ المُكوثِ على قَيدِكْ! هيَ صَلاةٌ واحِدة لَن تُصلّى إلّا للوَجدِ بظَفرِكْ! لَن أُعانِقَ الغَبْراء، ولَن أُلامِس رُكبَتيّ إلّا للرُكوع بفَتحٍ يخُصّك، كلّ الرّجَى يَرتَجي منكِ بنَفحةِ قيامةٍ، تَهزمُ فَوجَ بَعوضٍ يدّعي بأُسطورةِ كَيانٍ كمِثلك، وهو بحُذوِ الوُجودِ، للعدَمِ أبغَضُ من ذلك، لا والله لَن يصِلَ قاعَ نَعلك، لا عَفى الله عَنهم، ولا عَفى عن يَدٍ تَنبِضُ بعِرقٍ عَربِي، تمَكّر بالشّرفِ وهو للأعاجِم كجارِيةٍ بعارٍ! لا جَلّ شَأن من أجلّهُم، وهُم للذّل أسيادُا وللمَهانةِ آيةً، لا سُدّدَت لهُم رَميةً، ولا تَمّت لهُم خُطوةً ولا رُفِعت لهُم بمِئذنةِ الكُفرِ خُطبةً أولئك الخَنافِس. أشلاءُ جِرذٍ مَسمومة؛ أكرمُ قدرًا من فَصيلةٍ بكُنياتهِم. طِفلٌ بالمَهدِ فِلسطيني، دونَ التّفوهِ ببنتِ شَفةٍ، يُصبّب جُبنًا منهُ رِجالًا (برَأيِهم)، بلُحًى وشارِب.. فَتاةٌ من غُصنِ الياسَمين نَبتَت، تألّقت بطَوقٍ من الحَمِيّة والبَسالة، وهُم بسِلاحِهم يَختَبئون بكَهفٍ من القُمامة! عَشراتٌ وأفواجٌ منهم كسُلالةٍ، مُسلّحة مُكلّلة برَصاصِ النّجاسة، لَن تَقوى على هَزّ ظِفرٍ ثائرٍ بِلا دِرعٍ وخِندقِ وِقاية، هُم تَجبّروا وأجبَروا كلّ رُكنٍ، شَيءٍ بَهيمةٍ على لَعنِهم حتى تَقيمُ السّاعة، هُم هكذا... لا شَيء عدَمًا، عَبثًا، عِبئًا على هذهِ الفانِية، تَحومُ ذُرّيتهم لتَنفث سُمّ كَيدها، وتَفقأ العينَ لأنّها أساسًا لَم ترَها..هُم هكذا…
خُلِقوا للتّفاخُرِ قليلًا...لكنّ أجَلهُم للذّلِ قَدرًا مُحتّما، والإهانةُ لهُم في طَريقِها.. خَسِئتهم ولَن تَلقَوا مِنّا بَصيص عينٍ فيها شُعاعَ استِسلام!
أنتُم هكذا، عَبِثتُم مع قابِسَ اللّهبِ ولَم تَعلَموا أنّها جهَنّم إلَيكُم بجَحيمِها آتِية، ستَجعلكُم رَمادًا، حُطامًا رُكاما، يا حُصّة استِذلالٍ في وَحلِ وَكرِكُم!
يا عَبيدَ الخِزيِ والمَذمّة، يا أسيادَ المَهانة.
#أسيل_أحمد_أبو غثيث ♥️•
0 تعليقات