عراق

الحي الغريب بقلم حيدر حمادي


الحي الغريب




حيدر حمادي

في حينا الغريب قام شيخ الجامع المؤمن باقناع اخي الصغير بالحلوى ثم اغتصبهُ خلف المكتبة التي تحمل الكتب الدينية فوق اثدائها ( رفوفها ) هل ستقوم هذه الكتب باخبار الله عن صيحات اخي اليتيم والمُغتصب في آنٍ واحد ؟ 
في حينا العتيق . جعتُ ذات يوم  فقصدتُ صاحب المخبز متوسلاً اليهِ ليعطيني رغيف خبز ، قال لي في يومها : ألستَ ابن فلانة يا ولد ؟
اجبته : نعم يا عمي انا ابن بغداد ( أمي ) 
رفض اعطائي الخبز حينها ، لأن امي رفضتهُ عندما تقدم لها قبل اثنين وعشرين سنةٍ مضت . رأتني عاهرة الحي بعدها ، اخذتني الى منزلها (مكان العمل) واعطتني طعاماً وقالت لي : ان كنت لا تزال جائعاً تناول اثدائي لا مانع لدي . ظننتُ حينها ان العهرَ مهنةٌ فقط وليس شيئاً يفضحُ تستر المجتمع . طلبتُ منها البقاء عندها لأيامٍ معدودة ريثما احاولُ ايجادَ عملٍ في بلدٍ عقيم
يُغتصبُ كل يومٍ من الامريكان والفرس . قالت حينها : ااااه
ولأنني كنت احملُ شهواتي بقلبي ايضاً وليسَ بعقلي فقط علمتُ انها تنهدت . كنت اركزُ على حركة نهديها صعوداً ونزولاً خفيفاً يثير شفقة الشرف بحد ذاته . قالت لي : الم اسمع انك شاعر ؟ قلت : بلى . قالت : اذاً امدح السلطات لعلهم يجدون لكَ عملاً شريفاً . قلتُ لها  بفطرتي : لا اريدُ ان اكون عاهراً مثلكِ ، شعرتُ بأنني اقترفتُ خطأً فادحاً ، قالت لي :
حسناً لا يمكنك البقاء معي وإلا اصبحتَ ديوثاً كالشيخ الذي أجبرهُ عهر زوجتهِ المتسترة على الخضوع للخنث والرذيلة فأرادَ تجربة فحولتهِ المتبقية بأخيك الصغير . خرجتُ بعدها ولم أعد لأي مكان ولكنني سأخبركم ماحدث قبل ما سردتهُ وما حدث بعد السرد . توفيت امي بسرطان الثدي لأنها لم تكشف اثدائها للناس لتستطيع شراء الدواء .
اخي المُغتَصب اصبحَ مجرماً وقام بتفجير الجامع وزرع ثلاثة عبوات حوله . ماتتْ عاهرةُ الحي في انفجار العبوة الاولى اما الشيخ فبقيّ ثلاثة ايامٍ يعاني من جراحهِ في المشفى
حتى ماتَ ككلبٍ مخصي . هذا يدلُ على ان الله ارادَ من العاهرة ان تصلَ اليه قبل الشيخ . اما اختي الصغيرة التي لم اذكر شيئاً عنها تزوجت من شاعرٍ باع قصائده جميعها ليجمع تكلفة الزفاف . وأنا يا اصدقائي بعد ما نشرت النص ( الحقيقة ) التي تقرأوها الآن قُرأتْ من قِبل السلطات اولاً . ولأنني شاعرٌ لا محالَ فقد قطعتُ حباليَ الصوتية وجعلتُ منها ربطةً لحذائي ، لم ادركْ حينها ان من الممكن السقوط بسبب ماتبقى من بحاتٍ متمسكة بهذه الحبال المقطوعة . نقلتني السلطاتُ وأخيراً . نعم بعد ثلاثة ايامٍ من انتشار النص أُغتيلَ الناشر وصاحب الجريدة . اما انا فنجوتُ من الحياة واخيراً كنت اسير في ليلٍ تعيس وشعرتُ بأن قصيدةً اخترقت رأسي من الخلف ظننتٌ ان احد الشعراء هجاني ولكن بعدما وصلت الى هنا تأكدت بأن السلطات تجيدُ كتابة الرصاص على رؤس الشعراء وانا الان اكتبُ لكم من داخل قصيدتي ( قبري ) 


٢٠٢٠/٤/١١
٦:٤٧ ص

إرسال تعليق

0 تعليقات