حوار/ زهراء الساعدي
فاطمة حسين، محامية ومذيعة اخبار سياسية، حاصلة على شهادة البكالوريوس في القانون، قادتها الصدفة المخطط لها! كما تقول على حد تعبيرها، بعد ان وقعت في غرام الإعلام وتحديداً في إذاعة الأخبار، فتدربت كثيراً وطورت من نفسها، وعندما سنحت لها الفرصة انتهزتها واخذت تعمل كمذيعة اخبار، وسرعان ما تفوقت وبرزت في هذا المجال، تطمح فاطمة ان تكون صاحبة رسالة إعلامية هادفة، وان تكون صوت مسموع وله تأثير للتغيير الايجابي في المجتمع، التقيناها وتحدثنا عن كل مايخص المذيع الاخباري، والخفايا التي تكمن خلف شاشة التلفاز، واستذكرنا بداياتها حيث شعورها في أول نشرة اخبارية، وأمور أخرى ستطالعونها في هذا الحوار.
*من هي فاطمة حسين؟
_هذا السؤال ممكن ان أصفه بالسهل الممتنع،
فاطمة هي انسانة بسيطة جداً ومُحبة للآخرين، متواضعة .. تجديني طفلة مع الأطفال و كبيرة مع الكبار و أمسك العصا بالتعامل دوماً من الوسط بلا تكلف ولا تعقيدات.
*حضرتك خريجة بكلوريوس قانون... ما السبب الذي جعلك تغيرين اتجاه بوصلتك من القانون إلى الإعلام؟
_القانون و الإعلام وجهان لعملة واحدة
فلم أبتعد كثيراً عن شهادتي القانونية في مجال تخصصي الإعلامي الحالي الا وهو تقديم الأخبار السياسية بل على العكس معلوماتي القانونية قد أستفدت منها في الأمور السياسية وبما أقدمه من نشرات إخبارية من على شاشة الرابعة.
*كيف بدأت في مجال إذاعة الأخبار ومتى؟
_بدأت بالصدفة المُخطط لها!، قد يكون تعبير متناقض لكن بالفعل كانت صدفة و فرصة و أستثمرتها بالطريقة الصحيحة، الإعلام الحلم الذي لطالما راودني و لله الحمد حققته ولازلت في الخطوة الأولى من خطوات الألف ميل.
كان والدي يعمل في احدى القنوات الفضائية كرئيس قسم وودت ان أذهب معه، وبالفعل حقق لي ما طلبت فكانت من إذاعة هذه الفضائية دخلتها وهنا بدأت أطلب النشرة المطبوعة و أخذها معي الى البيت و أتناوب على قرائتِها مراراً وتكراراً وبمساعدة وتوجيه الصديق والأخ مدير الإذاعة الأستاذ محمد إبراهيم و جميع الزملاء مع حفظ الأسماء و المُسميات وبعد أشهر طويلة أطليت من خلال احدى الفضائيات كمذيعة أخبار سياسية .
*ما سبب اختيارك لتقديم الاخبار دون غيرها من البرامج؟
_أرى نفسي فيها، أحب أن أنقل ما يدور في وطني و أن أعيش الخبر كما هو، مُحزن كان أم مُفرح، بالرغم نادراً ما أقرأ خبر مُفرح للأسف..، وكما ذكرت مسبقاً دراستي وتخصصي القانوني هو من جعلني أدخل الإعلام من بوابته السياسية
وكون مذيعة الأخبار تكون أكثر جدية و إتزان كما هي شخصيتي خارج أطار العمل.
*ماذا يعني لك استديو الاخبار؟
_السؤال الأجمل و الذي اعجز عن التعبير عنه، لكن سأُجيب كما آراه.. هو المكان الأحب لقلبي الذي أشعر به بمسؤولية كبيرة تجاه من سيشاهدني على التلفاز وأفصل حياتي الخاصة والخارجية عما سأنقله من أخبار على مُتابعيني الكرام وان غبت يوم عن التقديم أشتاق له كثيراً، بكل صدق هو مكاني المُفضل الذي تعبت و اجتهدت للوصول اليه و كل يوم اطور من نفسي لأكون بالمستوى المطلوب و إستحق ان اتواجد فيه .
*ماهي طموحاتك في مجال الاعلام؟
_طموحي في البداية كان شخصي وهو الظهور على الشاشة بالشكل الصحيح كأي مذيع/ة وتحقيق الذات ..لكن بعدها كل الطموح تحول ان اكون قريبة من الناس و انقل مُعاناتهم واكون صاحبة رسالة إعلامية هادفة تكون من و إلى المواطن و ان أكون صوت مسموع و له تأثير للتغيير الإيجابي والملموس و الذي يطمح له الجميع .
*هل هناك مذيعة اخبار تعدينها مثلك وقدوتك؟
_الصراحة انا مُتابعة جيدة للجميع كل من هُم في الوسط الإعلامي العراقي تحديداً، أحب ان أطلع على ما يقدمونه، وكل شخص بهم له لمسة و طريقة خاصة بقراءة الخبر يتمتع بها و عليه
الجميع أستمتع بمتابعتهم و هُم قدوة و أمثلة يُحتذى بها.
*هل ستستمرين في اذاعة الأخبار أم تتجهين لتقديم البرامج ؟
_تُطرح عليّ في الفضائيات التي عملت بها
أن أقدم برنامج سياسي لكن في الوقت الحالي (الوقت)لا يسعفني لتقديم برنامج ..، حقيقة، لان مقدم البرامج تقع على عاتقه مسؤولية وجُهد اكبر ويجب أن يُعطى للبرنامج وخصوصاً السياسي كل الحق والوقت في تقديمه ليكن ناجح و هادف، لكن هذه الفكرة يا زهراء مستقبلاً واردة جداً .
*برأيك... كيف يكون مذيع الأخبار مميز وناجح؟
_المذيع الناجح و المُميز المُتمكن من أدواته اللغوية والثقافية السياسية والقانونية .. كذلك الثقة بالنفس وعدم الإستماع لمن يحاول احباطه او التقليل مما يقدمه، النجاح هو الإستماع للنصيحة الهادفة والنقد البناء لا الهدام وان لا يتأثر بكثرة الآراء خصوصاً في بداية مسيرته الإعلامية حتى لا يضيع بين هذا و ذاك..، ان يفصل ما يدور في حياته عما يقدمه على شاشة التلفاز، والمهم والأهم برأيي ان يبقى دوماً و أبداً يطور من أدواته ولا يتقاعس عن عمله و يحترم الوقت ومن معه من زملاء و اخوة، يُضاف الى كل ما تقدم ان لا يأخذ الغرور مساحة في حياته.
*من هو الداعم الاول لكِ في مجال عملك؟
_أهلي حفظهم الله لي .. وصديقة مُقربة لي داعمة و مُحبة و هي واحدة من أهلي كذلك.
*بين الإعلام والقانون...أين تجدين نفسك أكثر؟
_كما ذكرت في بداية حديثي، الاثنان مُكملان لي في حياتي العملية و أميل للسياسة نوعاً ما كونها أخذت الوقت الأكثر و الأكبر في يومي و تشعبت بها وأصبحت جزء لا يتجزأ من فاطمة.
*حدثينا عن شعورك في أول نشرة اخبارية.... كيف كان؟
_يا الله ... مشاعر متناقضة و ممتزجة، هي الأحلى ..الظهور الاول لو سمحتِ لي أن أتعمق بوصفه بدقة، مُفرح مُبهج، سعادة لا توصف...، خوف و حذر..، قلق و إرتباك، قوة وثقة، كان يوم ولحظات لا تُنسى، لم أنم في اليوم الذي سبق أول ظهور لي عندما بُلغت من مدير الأخبار سأكون على (النشرة الموجزة) الساعة العاشرة صباحاً من اليوم التالي،
واذكر بعد ان انتهت النشرة بكيت كثيراً ..كان التحدي الأكبر الحمدلله لما وفقني به وأتمنى لكل طموح و مُثابر أن يمر بهذه اللحظات و يحقق مُبتغاه.
*قد تحصل مواقف كثيرة مع المذيع اثناء البث المباشر.. فكيف ممكن أن يتلافاها؟
_بالفعل كلنا نتعرض لهذه المواقف، قد تكون محرجة أو بسبب خلل غير مقصود ممكن أن اذكر أمثلة، منها كأن يقف (الأوتوكيو) أو ينقطع الاتصال مع الضيف..هنا على المذيع أن يتعامل بذكاء و دقة و أن لا يجعل المشاهد يلاحظ وجود شيء وطبعاً يكون تلافي هكذا مواضيع مع خلية من الزملاء في الكونترول وهُم من يجعلوننا نظهر بما تروننا به من ثبات على الشاشة ..حقيقة هُم من يقودون النشرة والظهور من مخرج، مصور، محرر، مسؤول الصوت، الجميع بلا مُسميات لولاهم لما ظهرنا بأفضل صورة فكل الشكر على جهودهم المبذولة.
في ختام حواري معك زهراء أحب أن اشكرك على هذه الأسئلة المُمتعة، انتِ مثابرة و صحفية من نوعية خاصة .. الشكر موصول لجريدة البينة الجديدة التي لها رونقها العطر.
0 تعليقات