عراق

الكلمة السامة،لنقل خيراً او لنصمت

الكلمة السام، لنقل خيراً او لنصمت


الكاتب /علي عودة


ظاهرة التنمر هي عبارة عن سلوك عدواني متكرر يهدف للإضرار بشخص آخر بشكل متعمد سواء كان هذا العدوان جسدي أو نفسي ويتميز التنمر بتصرف فردي بطرق معينة من أجل اكتساب السلطة على حساب شخص آخر ويمكن أن تتضمن التصرفات التي تعد تنمرا التنابز بالألقاب أو الإساءات اللفظية أو المكتوبة أو الاستبعاد من النشاطات أو من المناسبات الاجتماعية أو الإساءة الجسدية أو الإكراه ويمكن أن يتصرف المتنمرين بهذه الطريقة كي ينظر إليهم على أنهم محبوبون أو أقوياء أو قد يتم هذا من أجل لفت الانتباه ويمكن أن يقوموا بالتنمر بدافع الغيرة  أو لأنهم تعرضوا لمثل هذه الأفعال من قبل او لسد نقص او عجز في شخصياتهم ودائما الشخص المتنمر لدية شخصية مهزوزة بداخلة او لاتوجد لدية ثقة كافية بنفسة فيحاول سدها في غيرة من خلال الالفاظ او الافعال السيئة التي يقوم بها تجاة الاخرين

ويعتبر التنمر من العادات السلبية المنتشرة في المجتمعات بشكل عام ولها ابعاد واثار نفسية خطيرة على الاشخاص الذين يتعرضون الى التنمر والالفاظ الغير محمودة والبذيئة وهو ايذاء مباشر للاشخاص حيث يسبب التنمر مشاكل نفسية لا تعد ولا تحصى للضحايا حيث تشير العديد من التقارير ان نسب الانتحار ترتفع معدلاتها سنويا بسبب التنمر حيث يدفع بالعديد من الاشخاص الى انهاء حياتهم للتخلص من الاثار النفسية التي ترتبت على نفسية الاشخاص وقللت من ثقتهم بأنفسهم خاصة التنمر على شخصيات واشكال الاخرين بسبب الوانهم او اختلافهم او طريقة نطقهم وغيرها مما تسبب مشاكل كثيرة للاشخاص الذين يتعرضون لمثل هذه الالفاظ و إن الدين الإسلامي هو دين السلام والأخلاق ولقد نهانا عن التنمر بكل أشكاله وكانت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة واضحة جدا وبينة في هذا الخصوص قال الله عز وجل في كتابه العزيز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) وهذه الآية تبين وبوضوح أن الإسلام قد نهى عن السخرية والتهكم والاستهزاء والتقليل من شأن االآخرين فهذه الظاهرة هي حرام في الدين يجب الابتعاد عنها بشكل نهائي


التنمر ضد المرأة انتشرت هذه الظاهرة بشكل كبير في السنوات الأخيرة في كافة المجتمعات تقريبا كما أن انتشار هذه الظاهرة يطرح الكثير من التساؤلات عن دوافع هذا الانتشار وأسبابه وطبيعته وكيف يمكن أن نحمي النساء منه ومن تأثيره على شخصياتهن وسلوكهن  ويأخذ التنمر ضد المرأة أشكالا عديدة منها الاعتداء الجسدي و الاعتداء اللفظي و الاعتداء الجنسي وللأسف في الوقت الحالي ومع انتشار التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي اصبحت المرأة تواجة اسلوبا جديدا للتنمر من خلال مواقع التواصل حيث يتم نشر الفضائح والشائعات ضد المرأة لغرض ابتزازهن او لتشوية سمعتهن حيث ان الشريحة الاكبر من النساء المستهدفات من التنمر الإلكتروني هن الشخصيات الإعلامية والنساء اللواتي يشغلن مناصب عامة بالإضافة إلى إلى المدونين على مواقع التواصل والسياسيين والصحفيين والمشاهير من النساء كما أن هذا التنمر لا يحدث من الرجال فقط ضد النساء إنما يمكن أن تقوم به النساء ضد بعضن وذلك بدافع إما الغيرة أو نقص تقدير الذات واضطراب الشخصية كل ذلك يدفع المتنمر إلى الحسد وكراهية الضحية ومحاولة تحطيم إنجازاتها وما استطاعت الوصول إليه من أهداف وبدون شك فإن التنمر الإلكتروني يشكل خطرا جسيما على النساء فقد يؤدي إلى معاناة الفتيات والنساء اللواتي يتعرضن له من الإكتئاب والخوف والقلق  وتدني احترام الذات الذي يمكن أن يصل أحياناً إلى الإنتحار


هناك انواع كثيرة للتنمر ومنها: 

التنمر اللفظي: وهو التلفظ بألفاظ وكلمات مهينة او كلمات خادشة للحياء للشخص الآخر أو مناداته بأسماء وألقاب سيئة لا يحبها وتسبب له الحزن والغضب بالإضافة للتحدث مع الطرف الآخر بأسلوب السخرية والتهديد والوعيد 

التنمر الاجتماعي: وهو إلحاق الإيذاء المعنوي بالشخص كتركه وحيدا او عزلة عن المجتمع ودفع الآخرين إلى ترك صحبته وإخبارهم بعدم مصادقته أو التعرف إليه بالإضافة لتداول الأقاويل الكاذبة بطريقة متعمدة


التنمر في العلاقات الشخصية والعاطفية: وهو التنمر الذي يعني إيذاء الشخص عن طريق نشر الأكاذيب عنه والشائعات التي تسعى لتشويه سمعته وتعريضه للفضائح وإبعاده والصد عنه بدافع الحسد او الغيرة منه

التنمر الإلكتروني: وهو التنمر الذي يعتمد على استخدام المعلومات وتقنيات الأتصال ووسائل التواصل الاجتماعي من أجل تنفيذ تصرفات عدوانية وهجومية على الآخرين وأذيتهم والتجريح بهم من خلال المنشورات الساخرة او نشر الفضائح او التعليقات الجارحة 

التنمر النفسي: وهو الذي يعتمد على استخدام النظرات والهمسات وما شابه من هذه الحركات من أجل إزعاج الطرف الآخر وإلحاق الأذى النفسي به حيث يشعر الشخص بأنه غير مرحب به في هذا المكان ودائما مايتلقى النظرات التي توحي له انه قبيح او غير مرغوب به

التنمر المدرسي: وهو التنمر الذي يتعرض له الطلاب من قبل الزملاء أو حتى الأساتذة ويمكن أن يكون منتشرا في المدارس الإبتدائية الإعدادية الثانوية وفي الجامعات

التنمر الأسري: وهو التنمر الذي يحصل من قبل الوالدين على الأبناء أو بين الإخوة أو بين الزوجين والأقارب عندما يطلقوا التسميات على بعضهم وهناك من لايتقبل هذا الامر وياثر سلبا عليه خصوصا عند صغار السن وبعض الاناث



علاج ظاهرة التنمر:  
يبدأ علاج هذه الظاهرة من خلال دعم الأهل للشخص المتعرض للتنمر والوقوف بجانبه واحتضانه وعدم التعامل معهُ بقسوة وتعزيز ثقتة بنفسة ومحاولة ابعاد هذه التسميات والالفاظ عن اذهان ابنائهم عندما يتعرضوا لمثل هذه المواقف لكي يستعيد صحتة النفسية والمعنوية ومن المهم تثقيف جميع أفراد المجتمع والأطفال.


علاج ظاهرة التنمر:  
يبدأ علاج هذه الظاهرة من خلال دعم الأهل للشخص المتعرض للتنمر والوقوف بجانبه واحتضانه وعدم التعامل معهُ بقسوة وتعزيز ثقتة بنفسة ومحاولة ابعاد هذه التسميات والالفاظ عن اذهان ابنائهم عندما يتعرضوا لمثل هذه المواقف لكي يستعيد صحتة النفسية والمعنوية ومن المهم تثقيف جميع أفراد المجتمع والأطفال والمعلمين والوالدين بطبيعة التنمر وحقيقته وما يترتب عليه من اثار سلبية وفهم سلوكيات الشخص المتعرض للتنمر لمساعدته على الخروج من هذه الحالة وتشجيع المتعرض للتنمر على المشاركة بالأنشطة الاجتماعية والانخراط في المجتمع وعدم تركة معزولا عن الاخرين يعاني لوحدة وتقديم العلاج النفسي للشخص المتعرض للتنمر واستشارة الطبيب النفسي لمساعدته على علاج هذه المشكلة وايضا يجب تربية الأطفال تربية سليمة وعدم استخدام العنف معهم حتى لاتنغرس في داخلهم تلك الكلمات الجارحة والمهينة ويبدأ باستخدامها عندما يكبر فان الاسرة هي المسؤول الاول على انتشار هذة الظاهرة يجب التربية ابنائهم بشكل صحيح وعدم التقليل من شأن احدهم عن الاخر لكي لا تسود اجواء الكراهية والبغضاء بين الابناء بل يجب بث روح المحبة والاحترام بين الاخوان وعدم التفريق او التفضيل بين احدهم عن الاخر وزرع روح الاحترام بين الاهل وابنائهم وكذلك للمجتمع دور بارز في القضاء على هذه الظاهرة وجعلها ذميمة وغير مرغوب بها من خلال عدم المساهمة في نشرها والتوقف عنها وكذلك لمنظمات المجتمعية والحقوقية دور بارز في التوعية من هذة الظاهرة وبيان اثارها وما يترتب عليها من مشاكل لكي ننتج مجتمعا خاليا من هذة العادة الخطيرة



~~~~~~~~~~~

إرسال تعليق

0 تعليقات