عراق

ظاهرة العزوف عن الانتخابات... .... أسبابها.. ومعالجتها.




بقلم   د. سعد عبدالله البياتي
ينظر إلى ظاهرة العزوف الإنتخابي على إنها سلوك سياسي يعبر عن رفض وسخط الشعب للنخب السياسية الحاكمة والمسيطرة على مفاصل الدولة والعملية السياسية برمتها.
إذ تمثل الإنتخابات إحدى أهم وسائل الديمقراطية المعاصرة للإصلاح والتغيير السياسي عن طريق المشاركة في عمليات الإقتراع، إذ أن زيادة نسب المشاركة في الانتخابات من شأنه أن يساعد في عملية التغيير والإصلاح عبر إختيار الممثل الأصلح والأمثل من بين المرشحين وتغيير الوجوه التي سيطرت على مسار العملية السياسية دون إصلاح حقيقي ملموس لا العكس من ذلك.

ففي العراق نلاحظ وبشكل ملموس ضعف المشاركة أو بالأحرى مقاطعة الكثير من أبناء الشعب للانتخابات. 

تعود هذه المقاطعة إلى جملة من الأسباب التي يمكن أجمالها على النحو الآتي:

1- غياب الثقة مابين الناخبين والنخب السياسية (الأحزاب والقوى السياسية) التي سيطرت على مفاصل الدولة.

2- عدم ثقة الناخب  من جدوى التصويت على اعتبار أن النتائج محسومة من قبل مما يتسبب في ضياع أصواتهم.

3- عدم ثقة الناخبين بالمرشحين الذين استغلوا ثقة المواطنين وحققوا مكاسب شخصية لهم مما شكل إحباط كبير لدى الجمهور . 

4- سرقة حقوق الشعب فيما يخص التعيينات والمكاسب وتوزيعها بشكل غير عادل أو المتاجرة بها. 

5- إعادة ترشيح نفس الوجوه السابقة على الرغم من تورطهم أو اشتباه تورطهم بقضايا فساد وعدم إقصاءهم.

6- تهميش الفئات الشابة والمثقفة والأكاديمية وعدم تلبية مطالبهم.

كل هذه هذه الأسباب وغيرها دفعت المواطنين لعدم المشاركة ومقاطعة الانتخابات.. 

وعليه؛ فلا بد من الحد من هذه الظاهرة، ولاسيما في الوضع الحالي الذي يمر به البلد، والذي يحتاج إلى إصلاح حقيقي في جميع جوانبه السياسية والاقتصادية والمالية ولاسيما الجانب الاقتصادي منه، لذا فلا بد من حث المواطنين على المشاركة الواسعة عن طريق أتباع وسائل التثقيف الانتخابي من قبل النخب المثقفة في المجتمع والجهات المسؤولة عن التثقيف الإنتخابي كـ(الإعلام، المنظمات الحكومية وغير الحكومية، والجهات التطوعية المحايدة)، وضرورة التأكيد على:

1- بيان أهمية المشاركة في الإنتخابات لما لها من أهمية في إحداث تغيير شامل وإصلاح للنظام السياسي القائم عن طريق إختيار الأصلح.

2- حث الناخبين على تتبع التأريخ الشخصي للمرشح، وضمان نزاهته وعدم تورطه بقضايا فساد أو تلاعب.

3- تنبيه الناخبين على ضرورة الإطلاع على البرنامج الانتخابي للمرشح أو للحزب الذي يمثله المرشح، ولا يتوقف عند هذا الحد، وإنما يجب متابعة هذا البرنامج في حال فوز المرشح لبيان مصداقيته ونزاهته وجديته في خدمة أبناء بلده، وليس العكس من ذلك.

وعليه؛ فلابد من ابتداع طرق جديدة لكسب المواطنين للمشاركة في الإنتخابات وإعادة الثقة في النظام السياسي والحياة السياسية بشكل عام.
               ...

إرسال تعليق

0 تعليقات