بقلم علي جمال
بغداد ثكلى والدماء ببابها
وتشيخُ قهراً من دموع شبابها
مَن هكذا قضت الحياةَ تشفُّعاً
لا ريبَ أنّ الموت في اقطابها
بغدادُ أرملةُ العراقِ وجُرحهُ
ودموعُ شعبٍ لم تزل بثيابها
هيَ سفرةٌ للاوجود تبعثرتْ
ومتاهةٌ ضاعت على احبابها
فكأنَّ بلواها سلامٌ مفعمٌ
وترافةُ البلدان عكسُ عذابها
كُل الجيوش تجمّعت من حولها
وتنابزوا عبثاً على ألقابها
عسسُ القصورِ يحاصرونَ عيونكِ
وأميِّةٌ عادت بجيشِ كلابها
بغداد اني قد لحقتُ بركبكِ
وتركتُ خلفي جنِّتي برِكابها
فأتيتُ مكسور الفؤادِ مدمَّراً
كعشيقةٍ ماتت بثقلِ عتابها

0 تعليقات