"رحيل البجع"
بقلم رحاب الحسن /بغداد
أشتهي الرحيل كبجعةٍ رشيقة، أرفرفُ بجناحين بيضاوين نحو أفقٍ بعيد، صافٍ من نوايا سوداء، وحقدٍ ضغين، أسامر أول الليل، وهو يغازل لمعتي أمام قمره، ونجومه، ثُم أتركهُ يحتضنني بدون غيرة، ولا غرور، أكمل مسيرتي نحو حقول الورد بالياسمين، والفل، أعطر أجنحتي بها، أتخللها برأسي الصغير؛ لتقبله بكؤوسها البيضاء، والذهبية، أصاحب الأطيار حيثُ حديثها كله ألحان تصدح، حيثُ يحكي لي العصفور حكايا، ويلقي لي البلبل شعراً، يغني لي الحسون طرباً، عند الغروب تودعني الشمس بقبلة حمراء، وضحكة صفراء؛ ليعود الليل يرسم الكحل بعينَيّ يداعبني حتى أغفو، ثُم يسهر لراحتي يطالعني ساكناً.
رحاب الحسن بغداد

0 تعليقات