التأهل للمونديال، " حُلمٌ قائم، ٠ غائب"
تحقيق /علي حسين
من حق كل الجماهير في جميع بلدان العالم ان تحلم بتواجد منتخباتها في المحفل العالمي الأكبر وهو كأس العالم للمنتخبات حيث، المنتخبات العالمية الكبيرة صاحبة التأريخ والشأن الكروي الكبير، وهاهي جماهيرنا العراقية تنتظر حلم التأهل الثاني بعد انجاز عام ١٩٨٦، والذي طال انتظار تكراره طويلاً رغم مرور الاجيال تلو الاجيال و السنوات تلو السنوات.
مشاركاتٌ سابقة،
شارك منتخبنا الوطني في ثمانِ نُسخٍ من التصفيات المونديالة بعد مونديال المكسيك عام ١٩٨٦ إلا أن كل المشاركات باءت بالفشل دون التأهل لبطولة كأس العالم وتحقيق الإنجاز الكبير لكرتنا العراقية مع تذبذب نتائج منتخبنا الوطني وسوء التعامل الفني والإداري مع هكذا تصفيات كبيرة تضم خيرة منتخبات القارة الصفراء.
تصفيات مونديال ١٩٩٠ (ايطاليا) ،
شارك منتخبنا الوطني فيها ضمن المجموعة الأولى بجانب كل من منتخبات، قطر والاردن وعمان، حصد فيها منتخبنا الوطني ثمانِ نقاط وضعته في المركز الثاني خلف المنتخب القطري الذي تصدر المجموعة بفارق نقطة عن منتخبنا الوطني، ليتأهل للمرحلة النهائية من التصفيات، ويكون الخروج المبكر حليف المنتخب الوطني في تلك الفترة.
تصفيات كأس العالم ١٩٩٤ ( الولايات المتحدة الأمريكية)
المرحلة الأولى من التصفيات، انتهت بتصدر المنتخب الوطني العراقي لمجموعته الأولى ب١٣ نقطة ليتأهل على اثرها للمرحلة النهائية من التصفيات، ليخوض منتخبنا غمار التصفيات بعدها بجانب منتخبات السعودية وكوريا الجنوبية واليابان إضافة لإيران وكوريا الشمالية، حيث لم يستطع منتخبنا الوطني من التأهل ليحصد منتخبنا خمس نقاط فقط وضعته في المركز الرابع لترتيب مجموعته.
تصفيات كأس العالم ١٩٩٨ (فرنسا)
وضعت قرعة التصفيات المونديالة، منتخبنا الوطني في المجموعة التاسعة إلى جانب منتخبات كازاخستان، وباكستان، حيث فشل منتخبنا الوطني حينها في عبور المرحلة الأولى رغم سهولة مجموعته.
تصفيات كأس العالم ٢٠٠٢ ( كوريا الجنوبية، اليابان)،
تمكن منتخبنا الوطني في تصفيات كأس العالم عام ٢٠٠٢ من التأهل للمرحلة الثانية من التصفيات بعد ان تفوق في المرحلة الأولى على منتخبات النيبال و كازاخستان، وماكو ضمن المجموعة السادسة التي تصدرها منتخبنا العراقي ب١٤ نقطة، ولكن المرحلة الثانية من التصفيات جمعت منتخبنا الوطني مع كبار القارة الآسيوية في المجموعة الآولى ليكون منتخبنا حينها في المركز الرابع في مجموعته، التي ضمت السعودية، البحرين إيران، تايلاند.
مشاركة عام ٢٠٠٦ ( ألمانيا)
جمعت هذه التصفيات منتخبنا الوطني إلى جانب منتخبات أوزبكستان وتايوان، ومنتخب فلسطين، حيث احتل منتخبنا المركز الثاني فيها ليخرج من التصفيات الأولية بحصده ل١١ نقطة خل منتخب أوزبكستان المتصدر.
مشاركة عام ٢٠١٠ ( جنوب أفريقيا)
كانت هذه التصفيات من أكثر المشاركات صعوبة على منتخبنا الوطني بعد توالي الخيبات والهزائم ليخرج منتخبنا وقتها من التصفيات من بابها الضيق.
تصفيات عام ٢٠١٤ ( البرازيل)
تلك التصفيات شهدت العديد من التغييرات الفنية والإدارية لمنتخبنا الوطني على صعيد اللاعبين والمدربين، وحتى الاتحاد العراقي لكرة القدم، ورغم تقديم المنتخب الوطني العراقي اداءً مميز في التصفيات الأولية إلا أن المرحلة النهائية كانت مُخيبة للجماهير العراقية بعد خروج اسود الرافدين من التصفيات.
تصفيات كأس العالم ٢٠١٨ ( روسيا)
كانت تلك الفترة قد شهدت تغيير العديد من اللاعبين مع والتي ادت إلى وجود وجوه جديدة ضمن تشكيلة الأسود رفقة المدرب راضي شنيشل والتي شهدت استبداله بالمدرب باسم قاسم ، تمكن حينها منتخبنا الوطني من التاهل للمرحلة الثانية حيث وضعته القرعة في المجموعة ب بجانب منتخبات السعودية والإمارات واليابان، وأستراليا و تايلاند ليحتل منتخبنا فيها المركز الخامس برصيد ١١ نقطة.
نسخ متتالية و خيبات متوالية،
رغم تعدد الادارات الفنية والإدارية على منتخبنا طيلة الفترة السابقة إلا أن الفشل ذاته كان قد رافق المنتخب الوطني في رحلة التصفيات المونديالة والتي دائماً ماكانت تشهد خروج منتخبنا بنتائج مخيبة ولا تلبي طموح الجماهير العاشقة لكرة القدم.
اسباب الفشل المتكرر،
لا يخفى على احد ان التأهل لكأس العالم يحتاج إلى تخطيط و استراتيجية بعيدة المدى وقد تمتد لعدة سنوات، من الأعداد والتجهيز لجيل قادر على حمل راية العراق في منافسات المونديال العالمي، وتحقيق حلم الجماهير العراقية وهذا الشيء المهم الغائب عن اذهان قادة الرياضة العراقية.
الظروف التي ادت إلى عدم التأهل،
منذ عام ١٩٩٠ وصولاً إلى عام ٢٠١٨ عانى العراق من الكثير من المشاكل على الصعيد السياسي و الأمني والاقتصادي والاجتماعي التي كان لها تأثيراً كبيراً على رياضة العراق بشكلٍ عام وكرة القدم بشكلٍ خاص والذي وضع الرياضة في المقام الاخير لدى الانظمة السياسية التي لم تكن تفكر بإنجازاً كروياً و رياضياً يضاف إلى الكرة العراقية ويساهم في اسعاد الشعب العراقي الذي عانى من خيبات متتالية على جميع الأصعدة، إضافة إلى الصراع الرياضي الذي كان مؤثراً بصورة كبيرة حيث أدى صراع المناصب إلى تشتت الرياضة العراقية وكرتها وجعلها في مناطق بعيدة عن التأهل لكأس العالم او المنافسة على إنجازاتً آسيوية وعربية تُضاف لخزائنها.
غياب التخطيط طويل الأمد،
لم نشهد عند القائمين على كرة القدم العراقية اي تخطيط لزمنٍ بعيد و لفترة طويلة من اجل صنع أجيال قادرة على مقارعة كبار القارة الآسيوية والسير قُدماً من أجل تحقيق حلم الجماهير المتعطشة لهذا الحلم الكبير، بل دائماً ماكان الصراع موجوداً بين أغلب المؤسسات الرياضية، مع تواجد العمل العشوائي والتحضير والاستعدادات السيئة والأنية، لا بعيدة المدى.
النتائج،
مع كل هذه الارهاصات على صعيد السياسة والامن والاقتصاد والمشاكل في البيوتات الرياضية المتخاصمة، كانت نتيجتها خروج مبكر لمنتخبنا الوطني من تصفيات كأس العالم في سبعِ نُسخٍ سابقة كانت مشاركات المنتخب الوطني فيها تعج بالمشاكل والارهاصات وغياب مصلحة الكرة العراقية.
الثبات على الكوادر الفنية،
لاشك بإن عملية الثبات والاستقرار على الكوادر الفنية التي تقود المنتخبات ستؤدي لحالة إيجابية وتولد الاستقرار الفني لدى اللاعبين وتؤدي لخلق الانسجام والتفاهم بين مجموعة اللاعبين المنضوين في تشكيلة الفريق، ولكن هذا الأمر كان غير متواجد لدى منتخباتنا بل كان التغيير المستمر حاضراً للمدربين مع كل بطولة يتواجد فيها منتخبنا الوطني الأمر الذي أثر سلباً على تواجد منتخبنا في منصات التتويج.
قوة المنتخب في قوة دوريّه،
قوة الدوري المحلي تسهم بصورة كبيرة بوجود وبروز منتخب قوي ينافس على البطولات القارية والوقوف على ريادة ترتيبها، فلو شاهدنا دورينا طيلة الفترة الماضية، فقد كان يعاني من الوقفات والتأجيلات الكثيرة ناهيك عن طول فترة الدوري والتي كانت تمتد أحياناً لعامٌ كامل دون وجود روزنامة معينة يكون على أساسها الدوري الكروي، إضافة لعدم استقرار الكوادر التدريبية التي تتنقل بين الأندية في مواسم واحد وفي نصف موسم.
مدربون،
اكدوا صعوبة المهمة المونديالة، وعدم قناعتهم بإن كاتانيتش سيوصل المنتخب الوطني إلى مونديال قطر ٢٠٢٢.
الأمل لازال قائماً رغم صعوبة المهمة،
رغم صعوبة مهمة المنتخب العراقي في التأهل إلى مونديال قطر ٢٠٢٢، لاسيما في ظل عدم وجود قاعدة صحيحة لأستعدادات المنتخب الوطني وعدم خوض مباريات تجريبية مع منتخبات كبيرة لمعرفة الأخطاء وتصحيحها والاستفادة منها، إلا أن نتائج المنتخب مع المدرب كاتانيتش في المرحلة الأولى إيجابياً وهو يتصدر مجموعته الثالثة في التصفيات المونديالة، ولكن المرحلة الثانية هي الأصعب حيث تحتاج لعمل كبير وتكاتف الجهود من أجل العبور نحو العالمية، خصوصاً مع تواجد منتخبات كبيرة في المرحلة النهائية كمنتخبات أستراليا، واليابان، وكوريا الجنوبية.
معالجاتٌ وحلول،
هنالك الكثير من المقترحات التي من شإنها ان تُسهم في تأهل المنتخب الوطني العراقي إلى نهائيات كأس العالم، والمُضيّ قُدماً نحو المونديال، ولكن بشرط التخطيط لسنوات وليس لمرحلة انّية وقتية، وتحتاج لدعم الدولة من الناحية المادية و اللوجستية كما تعمل سائر دول المنطقة العربية والآسيوية، وإيجاد الأرضية المناسبة لها.
دعم دوريات الناشئين والشباب و الزج بلاعبي الأعمار الصغيرة ممن يمتلكون الأمكانية والموهبة ، في معسكرات ومعايشات في الدوريات العالمية والأندية العالمية، لكسب الخبرة والتجربة،
صُنع دوري تنافسي على مستوى عالي وهذا الأمر يقع على عاتق الأندية في جعل الدوري افضل، من خلال تطوير لاعبيها والاعتماد على المواهب لصقلها في الدوري الممتاز إضافة للاستقرار على المدربين لفترة طويلة لحصد النتائج وإيجاد لاعبين من الممكن ان يستفيد منهم المنتخب الوطني العراقي،
تشكيل لجنة فنية في الاتحاد العراقي لكرة القدم تضم خبراء فنيين محليين وأجانب لتطوير عمل المنتخب الوطني من خلال وضع برنامج شامل و متكامل لتحضيرات منتخباتنا الوطنية من الأشبال حتى المنتخب الأول ، بعيداً عن المحسوبيات التي بدأت تطغى في عمل اللجان،
الاستقرار على الكوادر التدريبية في جميع المنتخبات الوطنية لكسب الثمرة في المستقبل، إضافة لإعطاء الثقة لهذه الكوادر التدريبية في عملها وتوفير كافة مستلزمات النجاح لها،
إمكانية مشاركة منتخباتنا الوطنية في البطولات القارية كبطولة كوبا أمريكا او اللعب مع كبار المنتخبات الأوروبية في خطوة مهمة كما معمولٌ به لدى كرة القدم القطرية من أجل الاحتكاك مع منتخبات تمتلك كوكبة من نجوم الكرة العالمية.
0 تعليقات