عراق

حكاية الأيام الحلقة الثالثة عشر

حكاية الأيام الحلقة الثالثة عشر 
 بقلم:_ وجدي نيازالدين أكبر 



كل أمريء عندما يبلغ الحلم يتذكر أيام صباه بفخر واعتزاز  لأن أيام الصبا (الطفولة) تجسد البراءة والنقاء وصفاء الروح(راحة النفس في قلة الآثام) وان أحلى ذكرياتي من أيام الصبا هو ذكرى يوم 24/1/1970م وهو يوم منح الحقوق الثقافية للتركمان بقرار من مجلس قيادة الثورة أبان حكومة حزب البعث التي تزعمه المهيب أحمد حسن البكر وكنت آنذاك في دور الصبا بعمر (11) سنة فعمت الفرحة قلوب شعبنا التركماني كبارا وصغارا لأنه في الوقت ذآك صار من حق كل تركماني أن يتعلم بلغته التركمانية (لغة الأم) حينئذ نظم الشعراء في حق ذلك اليوم قصائد تتغنى بأمجاد التركمان وتعبر عن فرحتهم العارمة بالقرار التأريخي الكبير هذا وأذكر من أولئك الشعراء (حسين علي مبارك_ناصح بازركان_ هاشم رشاد آق صو_صلاح الدين ناجي أوغلو وغيرهم من الشعراء) هاهنا أستشهد بمقطع من قصيدة صلاح الدين ناجي أوغلو:_
ييكرمي دورت أوجاق كونو هب توركمانلار دوكونو
تأريخ أولدو بيزلرجين كوننه ن كونه أو كونو
وصدحت حماجر المغنيين والمطربين التركمان بأغاني وأناشيد في غاية الروعة منها أغنية الفنان تحسين جةمرد مطلعها:_
(نه موطلو بير أكلنجه من أوخورام توركمنجه)
الجدير بالذكرأن القرار الذي صدر يوم 24/1/1970م بحق التركمان لم يكن القرار الأول في تأريخ العراق فقد سبق أن تمتع التركمان بحقهم في التعلم بلغة الأم منذ العهد العثماني ودام حتى ألغي عام(1935_1936) من العهد الملكي حسب ما قال لي الشاعر علي معروف أوغلو رحمه الله ، بعد منح الحقوق الثقافية للتركمان يوم(24/1/1970م) ترجمت أسماء المدارس من العربية الى التركمانية في عموم مناطق توركمان أيلي أما في مدينتنا طوزخورماتو فقد تبدلت أسماء المدارس الأبتدائية كالأتي:_1_مدرسة النهضة للبنين مديرها الأستاذ رضا رحمة الله الى(قالقنما أركك ايلك أوقلو)2_ مدرسة الفجر للبنين مديرها الأستاذ محسن عباس آمرلي الى(شفق أركك ايلك أوقلو)3_مدرسة التقدم للبنين مديرها الأستاذ رضا موسى قصاب(ايلري أركك ايلك أوقلو)4_ مدرسة الأخاء للبنين مديرها الأستاذ عبيد قنبر الى(قارداشلق ايلك أوقلو)5_مدرسة النظامية مديرها الأستاذ قاسم قصاب الى(آقصو أركك ايلك أوقلو)6_مدرسة طوز للبنات مديرتها الست آيسال محمد مهدي آقصو الى(آقصو قيزلر ايلك أوقلو)7_مدرسة الخنساء للبنات مديرتها الست ربيعة حسن حسين الى(كولتور ايلك أوقلو) هذا وان القرار لم يشمل المدارس الثانوية والمتوسطة وكانت في طوز ثانوية واحدة للبنين بأسم(ثانوية طوز)
مديرها الأستاذ كمال نوري علي ومتوسطة واحدة للبنين بأسم(متوسطة ابن خلدون) مديرها الأستااذ أكبر كوثر قنبر و(ثانوية واحدة للبنات) مديرتها الست بتول فاضل عبدالخالق وبعد فترة وجيزه تسنم الأستاذ كمال نوري علي منصب مدير عام الدراسة التركمانية في بغداد وحل محله في ادارة ثانوية طوز للبنين الأستاذ علي كوثر قنبر ، أما بالنسبة للمطبوعات التركمانية التي صدرت آنذاك فهي:_(جريدة يورد_مجلة برلك سسي_مجلة الأخاء(قارداشلق)_المفكرة التركمانية الحديثة) أما النشاطات الفنية المدرسية أذكر أحلى وأروع تمثيلية عرضت على مسرح ثانوية طوز(أعدادية طوز حاليا) في رأس سنة1973م كان سعر بطاقة الدخولية دينار واحد البطاقة التي دخلت بها كانت للمرحوم والدي ، عنوان التمثيلية كان (زمان آغاسي) من تأليف المرحوم الشاعر هاشم رشاد آقصو وأخراج الأستاذ الشاعر رمزي جاووش مثلها كل من (كمال عللومهندس)_(أكرم فاضل معلم)_(نيازي محمد سته مهدي)_(محمد طاهر معلم صناعي)_(رضا قنبرده مرجي شاعر واذاعي)_(حيدر حسن علاويش)_(الشهيد صفاء الدين حسن علاويش )_(ضياء حميد قره كلله )_(حسين شكور جمعة) وقد عرضت التمثيلية اجلالا للمناسبات :_رأس السنة الميلادية وعيد الجيش ويوم منح الحقوق للتركمان أما بالنسبة للأعلام فان سماء ربوع العراق كانت يغطيها البث الداخلي من أربع محطات للاذاعة وتلفزيون العراق منها:_(اذاعة وتلفزيون بغداد_اذاعة وتافزيون الموصل_اذاعة وتلفزيون البصرة_اذاعة وتلفزيون كركوك) ان اذاعة تلفزيون كركوك كانت رائدة في بثها للمناطق التركمانية المحيطة بكركوك ولاسيما بعد ما منحت حقوق للتركمان أتذكرحصة البث للتركمان كانت لمدة ساعة وأتذكر أحلى برامجها منها برنامج منوعات تركمانية(توركمن كيجه سي) أي ليالي التركمان مقدمها الأساتذة كل من:_(موسى العبيدي وشقيقه شاكر أحمد_الأستاذ فاضل محمود كلايي_الست شهبال قيردار) وكانت تذاع منها أيضا الأخبار والأغاني والتمثليات وأتذكر من المذيعين اللامعين في تلك الحقبة هم:_(الأستاذ عبدالعزيز سمين كوثر_الأستاذ فاضل الهرمزي_الأستاذ عبدالله جعفر_الأستاذ طه مولود قياجي_الست فيحاء زين العابدين يرجع نسبها الى طوزخورماتو أما وأبا) ،حينذاك تشكلت فرقة موسيقية نركمانية باسم (توركمن مللي طاقمي سسي) وكان الموسيقار البارع ناظم كركوكلي من ضمن الفرقة مختص بالنفخ على الناي والزرنه) ، من التمثيليات الخالدة في أذهان معاصريها هي تمثيلية(تمبل عباس)أي (عباس الكسلان) من تأليف الشاعر:(صلاخ نورس) ومن اخراج الفنان المرحوم(علي محمد رمضان) مستهل التمثيلية كانت بأغنية:_
تمبل عباسون بيغي كيمسيه يوخ أيليغي
عيراني ايجتي عباس أسطه سين وردي عباس
اشتهرت هذه التمثيلية في الأوساط الشعبية مدة عرضها كانت ساعة حتى وصلت الى آوج شهرتها لكن بطل التمثيلية الشهيد(حسين علي موسى) أو(تمبل عباس) لم يسلم من كيد الكائدين أعداء القضية التركمانية حيث كتبوا تقارير مدعين بأن التمثيلية تمس كرامة حزب البعث الحاكم فتربصوا به وألقوا القبض عليه وعذبوه حتى الموت ثم ألبسوه ملابس عمال الكهرباء وألقوا بجثته على الرصيف القريب من مبنى الأذاعة والتلفزيون ووضعوا في يده(كتر كهربائي) ليوهموا الناس بأنه قد صعق بالكهرباء أثناء عمله بالكهرباء ، الجدير بالقول أن(حسين علي موسى)كان عسكريا مكلفا في ذلك الحين من سكنة كركوك مواليد1950م والدته من طوز خورماتو وهي شقيقة الأساتذة الحاج فاضل محمد علي ، الأستاذ عصمت محمد علي يوم أستشهاده كان في 7/11/1971م وهو أول شهيد تركماني من أجل القضية التركمانية بعد منح الحقوق الثقافبة للتركمان ودفن في مقرة وادي السلام في النجف وكتبت على شاهدة قبره هذه الكلمات:_
فلك آشنه فلك ديده م ياشنه فلك
عافبت قوش قوندري قبريم داشنه فلك
وبعد استشهاده عم الحزن قلوب التركمان وبرزت فتية في طوز خورماتو وهم يرتدون الزي التركماني اقتداءا بالبطل الشهيد وساروا في شوراع المدينة معبرين عن أستيائهم وسخطهم على الفئة الباغية التي اغتالته وكانت تلك رسالة الى كل المناوئين للقضية التركمانية تفيد بأن أعداء مهما لجو في طغيانهم فأنهم لم يقدروا على اطفاء نور التركمان وهذه صورة ألتقطت من قبل المصور الحاج علي قلندر شهباز لنخبة من شباب التركمان وهم مرتدين الزي التركماني على سفح جبل مرسى علي وفي اليوم الثاث من عيد الفطر المبارك المصادف ل 29/11/1971م وهو يوم خاص لزيارة مقام الامام علي(ع) على قمة جبل مرسى علي وهؤلاء الفتية من اليمين:_هجران قاضي اوغلو_كامل جوما_حسن مردان دمرجي_ناظم جوما_حسين جعفر آغزي آجوغ_أركان حميد قر كلله_مهدي عباس رحمه_فاضل جوما_عزالدين ساوزي_صبحي شناو_ حميد عقله ، وهذه أبيات من الشعر للشاعر: فاضل كهية أوغلو يصف فيها روعة الزي التركماني:_
كره يديم زبون جكت باغلوييم جما داني
توم دنيايه تانيدير بو كريش هر تركماني
مكر الله دوندرسين بيزيم أسكي زماني
بونيتله ياشورام اينان منه سيوكليم
سننله دار كونده ييم نه يده ن سيوينم كولم
وهؤلاء أيضا لم يسلموا من الوشاة فزجوا في معتقلات الأمن وعذبوا أشد التعذيب بتهمة انتمائهم للحزب الطوراني ، منذ القدم وفي أعقاب الحضارات اتخذت كل طائفة أو قومية زيا خاصا لها تعبر عن هويتها لوتأملنا كراسة الأطلس العراقي التي كانت تدرس في المدارس الأبتدائية أو المتوسطة لوجدنا في خارطة العراق الجغرافية صور لطوائف العراق كل بزيه الخاص يدل على هوية قاطني العراق من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب ....علينا ألآن أن لانتنازل عن زينا القومي ولا نستهين به لأنه هيبتنا وأنا يزيدني رفعة وشرفا حينما أرى الذين يحافظون على زيهم التركماني في مدينتنا طوز خورماتو منهم:_ الحاج عسكر أمين قزاو_ كاظم حميد جاير_برهان نوري ترزي وآخرون ، لقد فاتني ان أقول ان حكومة البعث بدأت بنقل وحبس وأعدام الذين عبروا عن ابتهاجهم بنيل التركمان حقوفه الثقافية والذين عبروا عن أستيائهم عندما ألغيت تلك الحقوق الثقافية بعد عام 1975م ومن هؤلاء المناضلين:_يشار مهدي علي(أعدم)_ألأستاذ شوقي رشيد جاير(خارج القطر)_الأستاذ عبد الأمير سمين قزانجي(نقل قسرا الى الحويجة)_الأستاذ صباح علي قلندر(نقل قسرا الى الحويجة)_الأستاذ مهدي قره زين العابدين(نقل قسرا الى الرمادي)_الأستاذ عباس عرب خماس(نقل قسرا الى الرمادي)_الأستاذ أنور صمد(نقل قسرا الى الرمادي)_الأستاذ أكبر حميد صالح(ألغي أنتدابه من الجيش)_الأستاذ عزالدين اسماعيل(سجن17سنة)_الأستاذ الفنان أكرم طوزلو(سجن وهجرت عائلته الى نكرة سلمان) هذا ولكم أطيب الأوقات

إرسال تعليق

0 تعليقات