عراق

السوشيال ميديا، تِقنّية "فَكَّكَت مجتمعات،، وافادت أخرى" /تحقيق :علي حسين




السوشيال ميديا، تِقنّية "فَكَّكَت مجتمعات،،

" وافادت أخرى



تحقيق / علي حسين


لاشك بإن الانفتاح الذي حصل في السنوات الأخيرة على جميع الأصعدة ومنها التقنيات التكنولوجية التي ادت ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وانتشارها في جميع بلدان العالم بشكلٍ كبير حيث تم استخدامها من كل شخصٍ وفقاً لأغراضه واهتماماته وتوجهاته المختلفة،وفي التعبير عن اراءه على جميع المواضيع التي بدأت تُطرح عبر هذه المنصات الإلكترونية، أدى إلى وجود الملايين من رواد هذه المنصات الإلكترونية بمختلف أعمارهم، حيث تنوع مستخدميها بين العالم، والجاهل، ورجل السياسية والدين والاقتصاد والرياضة وغيرها،




الاستخدام السلبي،

ولكن في الفترة الأخيرة لاحظنا بشكلٍ كبيرٍ ولافت استخدام هذه التقنيات الاتصالية بصورة سلبية اثرت على الكثير من المجتمعات والكثير من الشخصيات، مع ارتفاع هوس الانتشار السلبي الذي بدأ يطغي على بعض مرتادوا هذه المواقع بشكلٍ سلبي وصل لحد الاستهزاء حتى بإنفسهم من أجل الانتشار،

ناهيك عن تعرض الكثير من الناس إلى الابتزاز والتهديد من قبل ضعاف النفوس، وازدياد حالات الانتحار والمشاكل الزوجية بشكلٍ واضح.



تأثيرها على بلدان العالم المتطورة،

ورغم ان استخدامها قد تطور وتنوع في الآونة الأخيرة في بلدان العالم والمتطورة و المتقدمة منها على وجه الخصوص والتي بدأت بإستخدام مواقع التواصل الاجتماعي بوسائلها المختلفة، حيث بدأت بإستخدامها بشكلٍ إيجابي ينفع الكثير من فئات المجتمع وتطوير وجذب كافة الشرائح، اجتماعياً و اقتصادياً وفي مجال التسويق ، وعلى مستوى التعليم والسياسة وحتى المشاكل الأسرية.






ومع كل هذا إلا أن السلبيات كانت موجودة ولازالت تنخر جسد هذه التقنية التي وجدت لتطوير الإنسان لا لتهديمه.



ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي،

اشاروا إلى ان الاستخدام السيء في مجتمعنا يعود لضعف ثقافة المجتمع بهذه الوسائل الحديثة، وكذلك ضعف الاجراءات الرقابية التي سهلت استخدام هذه الوسائل لأغراض لا أخلاقية، تؤدي للأنحطاط، حيث يتم استخدامها على الأكثر من قبل فئة الشباب والذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 25 عام.



اختلاف الاراء حولها،

فالأختلاف كان حاضراً بين ايجابيات وسلبيات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف تسمياتها، حيث أن هذه المواقع ادت بالكثير من الشباب إلى ادمانها وجعلها من أساسيات حياتهم اليومية والتي ليس من السهل تركها أو الاستغناء عنها، وهذا الشيء الذي يُعد من أكبر سلبياتها، كما أن هذا الوقت الذي لو كان يُستثمر من قبل الشباب بصورة إيجابية كأن يكون بحثاً علمياً او طرح مواضيع هادفة تهم المجتمع ولا تضره لكان الأمر افضل ومؤثر بشكل كبير على مجتمعنا العراقي والعربي، بدلاً من نشر الأفكار الهدامة التي دمرت الكثير من الشباب وهدمت العديد من الأُسر، كما انتشرت حالات الانتحار بشكلٍ مُخيف بسبب حالات الابتزاز والتهديد التي حدثت للكثير من مستخدمي هذه المواقع.



مواطنون،

اكدوا ان الكثير من الحالات السلبية والتي ظهرت من خلال السوشيال ميديا بمختلف تسمياتها تعود إلى ضعف ثقافة المجتمع بإستخدام وسائل التواصل المتعددة، إضافة لعدم متابعة العوائل لكيفية استخدام المواقع المختلفة من قبل أبنائهم وخصوصاً من هم في سن المراهقة.



الإشاعات،

كانت واحدة من ابرز السلبيات التي طغت على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشارها الواسع الذي دائماً ما كان سبباً في نشر الرعب والذعر لدى أغلب المواطنين لاسيما في الأيام الأولى من جائحة كورونا عام ٢٠٢٠ والتي سببت حالة من الهلع المبالغ فيه لدى المجتمع العراقي والعربي. 



مفوضية حقوق الإنسان،

من خلال بيانٍ لها، اقرت بوجود اكثر من 644‪ حالة انتحار في العراق لعام ٢٠٢٠  فقط دون وجود احصائية جديدة ودقيقة للعام الحالي عن حالات الانتحار، حيث كانت أغلب الحالات هي بسبب المشاكل الاجتماعية التي سببها الاستخدام السيء لوسائل التواصل الاجتماعي. 



باحثون في علم الاجتماع، 

اوضحوا ان قلة الوعي لدى بعض المستخدمين ادت إلى زيادة انتشار الحالات السلبية في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي فتحت ابواب الابتزاز أمام الكثير من ضعاف النفوس، من خلال استغلال من هم في عمر المراهقة لاسيما من الفتيات، مما زاد من حالات الإنتحار لديهٌن. 






ووفقاً لدراسة أجرتها مؤسسة "غلوبال ويب إندكس" البريطانية، 

فإن سكان الدول العربية هم الأكثر استخداماً لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث أن معدل الوقت الذي يقضيه الشخص على شبكات الانترنت لا يتعدى ال6 ساعات يومياً، وأشارت المؤسسة في دراستها إلى أن 6 أشخاص من كل 10 في الدول العربية يمتلكون حساباً على مواقع التواصل الاجتماعي، 



فإن كان معدل الوقت الذي يقضيه المواطن العربي والعراقي بهذا الرقم الكبير بالنسبة لبقية دول العالم، فمالذي كان سيحدث لو تم استثماره بالشكل الأمثل والذي يولد الحالة الايجابية في مجتمعاتنا. 




وبالتالي مهما كانت شدة الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي إلا أن الحلول مطروحة للقضاء على الحالات السلبية او الحد منها على أقل تقدير ومن جهاتٍ متعددةٍ وبإدوارٍ مختلفة لكل منها،،


الدور الأول 

يأتي من قبل الأهالي والذين لابد من يكون لهم دور المُراقب لأبنائهم والاطلاع على كيفية استخدام المواقع ومالذي يرتادوه.


الدور الثاني

وهو الدور الحكومي والذي من شأنه سن قوانين تحدُ من لغة التهديد والابتزاز المُنتشرة بكُثرة في السوشيال ميديا.


الدور الثالث

ويأتي من خلال الإعلام المرئي والقنوات الفضائية، من خلال نشرها لبرامج وفواصل توعوية حول ماهيّة استخدام هذه الوسائل و كيفية التخلص من سلبياتها.


الدور الرابع 

يكون من خلال المُستخدم نفسه حيث لابُد له من ان يكون واعياً لما يكتبه او يقراءه، وأن يفكر ويميز مابين ما هو المُفيد له والمُضر به.


فالمسؤولية تقع على عاتق الجميع للحد من انتشار السلبيات التي باتت تُفكك الأُسر وتُهدم القيم الاجتماعية لدى العديد من الشباب. 

إرسال تعليق

0 تعليقات