عراق

" قصة قصيرة "آدم بقلم عماد المياحي

"قصة قصيرة"ادم


بقلم عماد المياحي







كان الحل الوحيد الذي يضمن سلامة الجميع هو الحجر المنزلي دخل شقته التي لا يأوي لها الا حين يثقله النعاس فالوحدة قاتلة وقد اعتاد على الجلوس في المقهى القابع تحت شقته ربما يصادفه صديق ما او يتناول اطراف الحديث مع احد المسنين والاستفادة من خبرتهم بالحياة
لكن ما الذي يفعله الان وقد سلبه الفيروس اللعين حتى هذه الميزات اخذ يتصفح الفيسبوك وهو يشاهد ارتفاع نسب الاصابة بشكل مخيف ولا حل يلوح في الافق اطرق رأسه وتذكر تلك المزرعة التي ورثها عن ابيه ووجد انها فرصة مناسبة ومكان امن بلوذ به من ذلك الرعب قال في نفسه وهذا الهاتف اللعين الذي ينقل لي كل ماهو سيء سأتركه في الشقة وانعزل تماما اخذ كل مايمكن ان يحتاجه وذهب دخل لذلك البيت القديم الذي يشبه بيوت الاشباح لشدة الغبار فهو مازال بكامل اثاثه منذ اخر مرة ذهب اليه مع والديه قبل ان يتوفوا في ذلك الحادث المشؤوم اثناء عودتهم قبل خمس سنوات راح ينظف المكان ليجعله مؤهلا للعيش ذلك البيت المطل على النهر والبعيد عن المارة حيث لا احد سواه وبعض الاشجار التي اثمرت ويبست لعدة مواسم دون ادنى اهتمام ولولا غيث الله لماتت جميعا بدأ يعتاد على وحدته ويتأقلم مع الوضع لدرجة انه صادق الاشجار وتعلم فن تقليمها والاهتمام بها ولحسن حظه كان والده يحتفظ بمجموعة كبيرة من الكتب هناك تمكن من قراءتها جميعا وعدة الصيد عاد لاستخدامها مضت ستة شهور على هذه الحال دون ان يرى فيها بشرا وكانه في كوكب غير الأرض وفي لحظة قرر ان يخرج للعالم ويشاهد مالذي استقرت اليه الامور ستة اشهر كافية جدا لايجاد حل لا اعتقد ان الفيروس اللعين ما زال يفتك بالناس فكل هذه المختبرات في الدول المتقدمة لن يعجزها هذا الفيروس يجب ان اخرج للعالم ركب سيارته عند الصباح واتجه الى المدينة كان كل شيء ساكن والشارع خالٍ تماما ولا اثر لضجة الصباح ترى ماذا حل بهذه الناس ثمة محال تجارية مفتوحة ومحتوياتها مبعثرة كانها تعرضت لقصف او ربما سرقة ولا اثر للشرطة او نقاط التفتيش حتى ذلك الرجل العجوز الذي لايفارق باب بيته
غير موجود وصل لشقته اخيرا وسط دهشته وتسآلاته فتح هاتفه الخالي من النت وحاول الاتصال بجميع الارقام التي في سجل المكالمات دون جدوى عاد مسرعا يطرق الابواب ويصرخ باعلى صوته ولا جواب سوى صداه ادرك انه ادم الجديد ادم بلا حواء كيف له ان يعيد للارض سكانها واين ذهبوا وذهبت جثثهم وكيف لاديم الارض ان يبتلعهم دون معاول ماذلك الحمل الثقيل ربما حلت ساعة الحساب عندما كنت هاربا من الناس ولكن كيف لرب الناس ان ينساني اخذه الدوار لشدة الافكار المتضاربة في رأسه ثمة مطارق بحجم الأرض تدق في ذلك الرأس وانى له ان يستوعبها اخيرا سمع صوت شاحنة خلفه ادار رأسه فاصطدمت به ليقفز من سريره مفزوعا على صوت المنبه الذي احبه لأول مرة بعد ان كان يلعنه كل صباح

#عمادالمياحي

إرسال تعليق

0 تعليقات