بَراءةٌ سَوداء
الشاعر عمار كامل داخل
تَبكينَ ..؟
مِنْ وِزْرِ الذُنوب .!
والليلُ كادَ على بُكائُكِ أنْ يَذوب
نَهرٌ تَفَجَر َ
والرياحُ لها نَدوب
آثارُ من حَصدَ الزُهورَ على الدُروب
تَبكين ...؟
تَرتَجِفُ الحروفُ على الشِفاه
من للفَمِ آلذاوي كأشجارِ الخريف ...؟
يَرنو الى الاحلامِ ...
والاوهامِ ...
والدَمعِ الكَثيف ...
عَيناكِ بارِدتانِ
كالمَوتى ...
كازهارِ الشتاء ...
آثارُ اقدامِ السماءِ عليهما
قَرعُ الطُبول .!
او تَرحَلين ...؟
قبل إِنقِشاعِ الغَيمَةِ السوداء
عن ظِلي الحَزين ...؟
بالامسِ كُنتِ حَمامةً
بَيضاءَ يَجهَلُها الغُروب ...
وانا الغَريبُ .
اهفو وراءَ الظِلَّ في دَقاتِ قَلبِكَ
انحَني كقُرُنفِلَةْ
شاهدْتُ آلافَ الاصَابِعِ في جَبينِكِ تزحفُ
فكَأنها مَوعِودَةٌ ...
بالراحِ ...
والأَقداحِ ...
والجَسَدِ الغَضير
شاهَدتُ آلافَ الشِفاه الدافئة ...
وَطِئَتْ بلِاخَجَلٍ ...
مَساحاتي التي غادَرتُها .
فكأنَّ أَكوامَ العَناقيدِ الصَغيرَةِ في الحُقولِ
وَطِئَت..
بأَقدامِ العَذارى الحافياتِ
ليَنهَمِرَ دَمعُ الكُروم ..
كَدَمٍ يَفُورُ على عُيونِ المُذْنِبين ..
مازِلْتُ أَسمَعُ
كَركَراتٍ من بَعيد..؟
فكأَنها صَرخاتِ من لَفَظَتُه
أَمعاءُ الحُروب !
وسَترْحَلين ..؟
وتَضَلَ في عيني
مَلامِحَكَ الجَميلةَ باقةٌ من ياسمين
وكأن من عَبِثوا جَميعاً ابرياء....!!!
خَدَعَتْهُم الالوانُ في الجَسدِ السكين
يَتَرَنَمونَ ...
للماءِ ...
للأَثداءِ ..
للوَجهِ الحَزين .
كالسَبيةِ بينَ ايديِّ الفاتِحينَ
مازِلتِ انتِ حَمامةٌ..
تَرقُصُ لها الالوانُ في وَجهِ الغُيوم
وكأَنكِ تَواً ولِدْتِ
بِلا ذُنوب ...
وتَضَلُ ذِكراكِ التي غادَرتُها
حِلمٌ يُراودُني...
فاحْلِمُ أنْ يَؤب..
